الفصل الخامس عشر: أخضر - رمادي

5 1 0
                                    

اتجهوا ناحية "زاتانا " وقامت "ريفين" ببعض التعاويذ لفكها من تلك القيود الرمادية، بعد ان انتهت، تحركوا بحذر نحو باب تلك الغرفة، أمسك "هال" بمقبض الباب واداره ببطء.. "تبًا..إنه بارد للغاية! "

انفتح باب الغرفة أمامهم ليشهدوا منظرًا لا وجود له إلا في اعماق خيالهم... عشرات الأبواب المغلقة ومنها وإليها امتدت درجات سلالم لا نهائية، ابواب في الأرض وابواب في الجدران، وسلالم عمودية وأفقية ومائلة...

تمتمت "ريفين" :

" إنها بالفعل متاهة كما اخبرتكم..."

اقترح "شازام" ان يفترقوا للبحث عن الكيان بشكل افضل، ولكن "كايل" حذرهم من الافتراق، فالجميع يجهل قدرات ذلك الكيان، وما قد يضيف إليه استحواذه على المنزل وعلى سحر "قنسطنطين"...

اتفقوا على المضي سويًا، ولكن بمجرد اتجاههم نحو الدرجات الأولى لأقرب السلالم،فوجئوا بتشتت جمعهم، وانتقل كل منهم في لحظة إلى موضع يبعد عمن بجانبه... حاولوا الاقتراب مرة أخرى، ولكن كلما اقترب احدهم ناحية الآخر، وجد المسافة تزداد عما سبق...

صاحت "زاتانا ":

" هذا المنزل يتحدي جميع القوانين المعروفة، لا وجود للزمان اوالمكان هنا...سنضطر جميعنا إلى الخضوع للعبة الكيان...فليبدأ كل منا في استكشاف المكان، ولكن في اسرع وقت، فوقتنا ينفد كلما ازداد مكوثنا هنا.. "

استمع إليها الجميع، ثم بدأ كل منهم في الاقتراب نحو الباب الذي يواجهه..

" مستوي طاقة الخاتم 30%..."

نظر "هال" للخاتم في قلق، بينما تحسس خطواته نحو الباب المقابل، أمسك بالمقبض واداره وتوجه لمصيره الخفي..

*********************

وجد "هال" نفسه بالمطار، حيث رأي أمامه طائرة والده وقد بدأت محركاتها في الدوران...الطائرة تتحرك بخفة على ممر الإقلاع، ثم تطير بمرونة فائقة تنم عن براعة قائدها...يهلل المشاهدون ويتعالى صوت التصفيق...تزداد ضربات قلب "هال" بقوة، مدركًا لما سيراه الآن...

انفجرت إحدى محركات الطائرة في الهواء، الطائرة تهوي بسرعة مندفعة ً نحو الأرض، تهليل المشاهدين يتحول لشهيق فزع هائل... تصطدم الطائرة بأرضية المطار فتنفجر بدويّ رهيب، وتشتعل الطائرة بلهب اكتسح جسمها وأحال والد "هال" لجثة تفحمت في ثوان...

سالت دموع "هال" بعدما تكررت أمامه حادثة وفاة والده، بينما تردد صوت بارد من اللامكان قائلًا:

" لم تنس ذلك اليوم يا (هال)... أتذكر كيف يمكن لثوان قليلة ان يتحول فيها إحساسنا بالفرح للنقيض تمامًا؟ "

صاح "هال" غاضبًا، بينما لم تتوقف دموعه عن الانسياب :

" تبًا لك! اخرج هنا وواجهني، واترك ألعاب العقل تلك! "

لعنة الكيان الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن