الفصل الثامن: القصة كما يعلمها الحراس

8 1 0
                                    


"تبًا...ألا تنتهي ألوان تلك الخواتم؟ "

تمتم "هال" لنفسه، متذكرًا الفظائع التي ظهرت واستمرت منذ ان انبثقت أطياف الخواتم إثر نبوءة "أحلك الليالي"...كل الفظائع التي قام بها "سينسترو" وجماعته من الفوانيس الصفراء، واندلاع الحرب الكبرى وتواجد فوانيس الغضب الاحمر..ثم مقابلتهم للمختل الجشع "لارفلييز" صاحب الفانوس البرتقالى، وظهور ضوء الامل الازرق...

احداث كثيرة مرت بذهنه، وكلما ظن الجميع ان الاطياف قد استقرت، يأتي إليهم جميعًا خطر جديد، يفوق كل ما أتاهم من قبل..

" زمن الوصول لكوكب أوا : 10 ثواني "

انبعث الصوت المعدني من الخاتم الاخضر، بينما زادت سرعة "هال" متجهًا نحو كوكب " أوا"... مركز الكون ومقر جماعة الفوانيس الخضر...

صار كوكب " أوا" واضحًا، كزمردة تتلألأ في الفراغ، بينما استكمل الخاتم اصدار بيانات الوصول..

" تم إعطاء الاذن بدخول القطاع "صفر"..كوكب " أوا" لـ(هال جوردن) الفانوس الاخضر لقطاع 2814 "

*********************

هبط "هال" بساحة المقر الاكبر للجماعة، بينما اكتظ المكان بسائر الفوانيس الخضر، وبينهم المتدربين الجدد، والاعضاء القدامي..

كلما أتى "هال" لهذا المكان، لا يمكنه منع نفسه من النظر إلى جوانبه بكل فخر، بينما استقرت البطارية المركزية الكبرى بشموخ وسط المباني الشاهقة للجماعة، وتناثر شعار الفوانيس الخضر في كل مكان، أعلى المباني، وعلى الجدران وبهيئته المميزة المرتسمة على صدر أزياء افراد الجماعة...

اقترب "هال" نحو قلعة حراس الكون، مؤسسو الجماعة وزعماؤها ذوو الحكمة الممتدة منذ بداية الخلق..

همس "هال" للخاتم:

" اطلب الإذن بمقابلة الحراس.."

انفتحت الابواب الكبرى للقلعة، بينما تحسس "هال" خطواته إلى ساحتها..

وقف "هال" بوسط الساحة، بينما ارتسم على الأرضية حوله شعار ضخم لجماعة الفوانيس الخضر..نظر "هال" للأعلى، فوجد نفسه محاطًا بالحراس وأرديتهم الحمراء وقد سبحوا بسكون في الفضاء على هيئة قوس مفتوح يواجه موضع وقوفه، بينما ارتسمت على ملامحهم الزرقاء المسنة نظرة باردة كعادتهم...

" تكلم أيها الأرضي...ماذا أتى بك إلى هنا؟ "

" قطاعي يتعرض لخطر داهم، بل الكون بأكمله...لقد ظهر طيف لوني جديد، وبدأت خواتمه في الانتشار واختيار حامليها "

اجاب أحد الحراس بنبرة جافة:

" نحن نعلم ذلك..وسيتم إتخاذ الاجراء اللازم...هل هناك شئ آخر؟ "

اندهش "هال" وصاح مستنكرًا :

" ماذا؟ هل ستكتفون بذلك؟ هذا الطيف العجيب بدأ في جمع الأفراد، وربما كانت بداية لحرب جديدة...أنسيتم ما حدث في المرات السابقة؟ "

صاح احد الحراس بـ"هال":

" اصمت...هذا شأن خاص بالحراس، ولا يمكنك التدخل فيه..."

ثم بدأت الساحة في الإظلام، بينما انهي الحارس كلامه:

" لقد انتهي الاذن بتواجدك هنا...اخرج من القاعة الآن"

نظر لهم "هال" حانقًا، ثم توهجت هالته الخضراء وطار سابحًا خارج الغرفة..

" لقد ظهر الكيان الرمادي..."

همس بذلك أحد الحراس نحو الباقين، فأجابه كبيرهم:

" وكما ظهر سيختفي..انت تعلم عدم قدرته على المواجهة..سينزوي وحيدًا في أحد الاركان كعادته...لا تقلقوا "

بينما استرجع في ذهنه، قصة ذلك الكيان...

*********************

في البدء، تسبب الظلام في انقسام الضوء الابيض لسبعة أطياف، وظهر لكل طيف كيانه الخاص الذي يحتوي طاقته الهائلة..

الغضب الاحمر، يمثله الكيان "الجزار"..

الطمع البرتقالي، يمثله الكيان "اوفيديان"..

الخوف الاصفر، يمثله الكيان "بارالاكس"..

الإرادة الخضراء، يمثلها الكيان "ايون"..

الأمل الازرق، يمثله الكيان "آدارا"..

التعاطف النيلي، يمثله الكيان "بروسيلايت"..

الحب البنفسجي، يمثله الكيان "المفترس"..

قبل ان يتواجد الانسان، تعايشت الكيانات السبعة سويًا، بينما ترأسهم الكيان الابيض..رمز الحياة...

وبعد مرور الزمن، انبثق من قلب الكيان الابيض ظلًا له...كان شاحب اللون، نسخة باهته صغيرة من الكيان الابيض، احتوت الحزن الساكن بقلبه..

احتمي ذلك الكيان الباهت بالكيان الابيض، ولازمه في كل موضع وحين كطفل صغير، ولكن ذلك لم يرض "الجزار" الذي صارح الجميع ذات يوم بغضبه من تواجد ذلك الكيان الباهت بجانب كيان الحياة دائمًا، معللًا غضبه أنه حتى بلا لون، مجرد بقعة باهته لا فائدة منها، فما سبب تفضيله..

وافقه "اوفيديان" قائلًا:

" الكيان الابيض ملكنا نحن، لا يصح لذلك المسخ الصغير ان يستأثر به دوننا"

وفى يوم مشئوم، اجتمعا عليه في غفلة نادرة من الكيان الابيض، وتمكنا بالقوة من إبعاده عن سائر الكيانات، ومنعه من الاقتراب مرة أخرى..

انطلق الكيان الباهت وحيدًا في الفضاء، وقد تملكه الحزن الذي بداخله، وبدأت دموعه للمرة الاولى في الانبعاث، ومع كل دمعة سقطت على جسده، تركت علامة لا تُمحي من اللون الرمادي...

تحول الكيان الباهت إلى كيان كامل من اللون الرمادي، واستمرت عزلته لأزمنةٍ طويلةٍ، إلى أن نظر للكون حوله وشعر ببداية الحياة...لم يعد الكون فارغًا، بل بدأت كائنات عدة في الظهور بأركانه...

رغب الكيان الرمادي في الابتعاد عن الجميع...لا يريد رؤيتهم، أو سماع اصواتهم...انزوي على نفسه، وأمسك بإحدى أحجار النيازك السابحة حوله بالفضاء، فضغطها بقوة وشكلـّها مثلما أراد، ليجعلها حجرًا عجيب الشكل، ثم بإرادته الحرة، حبس جسده داخل اجزاء ذلك الحجر، تاركًا تحريره لشخص ما، سيأتي يومًا بقلب شعر بالحزن والوحدة مثلما فعل، وحده فقط سيكون جديرًا بصحبته بعد الكيان الابيض...

*********************

لعنة الكيان الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن