خارج الزنزانة تحت الأمطار الغزيرة تجلس رحيق تحت شجرة لتحتمي بها من الماء
تُفكّر بمريم وأحمد وماذا سيحل بهم إن لم تتصرف ولكنها لا تعلم كيف تساعدهما
وبينما هي غارقة في أفكارها تسللت إلى ذهنها فكرة ليست بالسيئة ولكن ليست أيضًا بالجيدة فهي قد تضر بها وبأخيها
....
في الزنزانة
تجلس مريم على الأرض متكوّرة على نفسها، تنظر حولها.. الحشرات بكلِ مكانٍ والعناكب قد وجدت لها مأوى بسقف الزنزانة
شبك العنكبوت ممتد من أول الزنزانة إلى آخرها فهناك الكثير منهم
الغبار يملأ المكان، حقًا يبدو وكأن هذا المكان لم يُنظّف قط!
على الجانب الآخر يجلس أحمد غارقًا بأفكاره، الأفكار في صراعٍ للهجوم على عقله المتهالك إثر تفكيره الحاد
يُفكر بـ«ماذا لو لم يخرجوا من هنا؟ ماذا لو لم يستطع العودة إلى أهله مجددًا؟! هل سيبقى هنا طويلًا؟! »
حتى إن خرج من تلك الزنزانة القذرة التي تعُجّ بالحشرات، هل سيستطع الخروج من تلك الحقبة؟!
أكان عليه معرفة كيفية النزوح عن هذا الزمن قبل المجئ؟
لمَ لمْ تتبادر تلك الفكرة إلى ذهنه من قبل! فملايين الأفكار تلوح في أرجاء عقله
ووقتَ يحتاج إلى التفكير يتناسى عقله أهم فكرة قد تتبادر إليه
لأنها تتعلق بمستقبله وحياته!
أفاقه من الصراع العقلي صراخ مريم الذي دوى بأرجاء السجن كله ليست الزنزانة فقط!
التفت سريعًا إليها ثم قام عن الأرض ليجدها تجري من عقرب كاد أن يلدغها
أخذت تبكي كثيرًا فهي تكره الحشرات ولكن ماذا عن العقارب السامة!
ذهب أحمد يتفقدها
«حصلك حاجة!قرصك؟!!»
نظر إليها ليجدها ممسكة بيدها
أكمل حديثه بعد أن أمسك يدها
«إيدك مالها؟قرصك فيها طيب!! اتكلمي عشان العقارب دي سامة وبتموّت عشان لو قرصك نلحق نتصرف بسرعة»
قالها بقلق
«لا إيدي مفيهاش حاجة مقرصنيش بس وأنا بجري وقعت عليها فـ بتوجعني»
قالتها بألم شديد
«طب وريهاني كدا!»
قال أحمد وهو يتفحص إن كان هناك جرحٌ بيدها ولكن يدها كانت مليئة بالخدوش والدم أصبح يملأها
أخرج من جيبه بعض المناديل التي كان قد وضعها بجيبه مسبقًا قبل قراءة التعويذة
أخذ يمسح جرحها بالمناديل ثم قام بأخذ الوشاح الذي كانت تضعه فوق رأسها فقط ليحميها من حرارة الشمس فهي لم ترتدي الحجاب بعد
أخذه ليربطه حول يديها واضعًا إياه على الجرح
ثم تحدث أخيرًا قاطعًا الصمت القاتل الذي قد اجتاح المكان لدقائق
«بعد كدا خلي بالك عشان شكل كدا العقارب كتير هنا »
اكتفت مريم بإيماءة
ليُكمل حديثه
«وآه مش هنعرف ننام هنا كدا لأن في عقارب كتير وحشرات سامة فـ الأحسن إن واحد فينا ينام لما التاني يكون صاحي ونبدّل والعكس»
تحدثت مريم أخيرًا
«شكرًا ليك بجد،مش عارفة لو كنت جيت هنا لوحدي كنت هعمل اي! انت ساعدتني جدًا»
«العفو أنا معملتش حاجة انتِ زي أختي الصغيرة »
قال جملته لتبتسم مريم
أنت تقرأ
Red mercury-الزئبق الأحمر
Fantasyإكسيرٌ للحياةِ مدفونٌ على أعماقٍ من أرض هذه الصحراء القاحلة، ولكن عند استخراجه سلب حياتهم جميعًا كان كالورم الذي فشل استئصاله كالفيروس بلا عقار كفصيلة الدم المخالفة تمامًا للمريض ما إن يتم مزجها بدماؤه حتى تُكتب عليه تلكَ النهاية.. لم يكن مجرد سفر ب...