نجاة

1.5K 232 1
                                    

حملها أحمد سريعًا ليتفقد الحارس الوضع بالخارج للتأكد من خلو المكان

وعندما تأكد أشار بإصبعه لأحمد كي يخرج سريعًا
وبالفعل خرج أحمد حاملًا إياها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١:٥٠
بعد منتصف الليل

كانوا عند بوابة السجن الرئيسية
نفض الحارس الغبار عن ملابسه ليهرول ووراءه
أحمد حاملًا مريم

ولكن أحمد تعثّر بصخرة صغيرة كانت على الأرض لتستيقظ مريم

«اي دا احنا طلعنا!!»
قالت مريم وهي تقرص وجنتيها كالأطفال

«لا هربنا»

قال أحمد ببساطة

«طب يلا بسرعة عشان منتقفش»

قالت مريم ساحبة إياه بعيدًا لتتلاقى عيناها بذلك الواقف بجوارهم

هي حتى لم تلاحظ وجوده ولكن سرعان ما أمسكت أحمد وهرولت بعيدًا ساحبة إياه

«اي في اي بتجري كدا لي! »

قال أحمد

«انتَ مش شايف الحارس اللي جمبك ولا اتعميت؟! »

قالت مريم بحنق

«لا دا معانا»

«معانا ازاي؟ هو انتَ أصلًا فاهم بيقول اي؟»

قالت مريم متعجبة

«لو وقفتي ثانية هتلاقيه بيتكلم عربي!»

ردّ أحمد ببساطة

«طب وهرّبنا لي! هو يعرفنا أصلا»

قالت مريم وهي ترفع خصلة تمردت وسقطت على عينيها

فكر أحمد قليلًا قبل أن يجيب

«ما هو دا بقى اللي عاوز أعرفه لسة»

ردت مريم سريعًا

«استنى بس كدا يعني احنا هربنا مع واحد احنا منعرفوش اصلا صح؟»

قالت جملتها وملامح الغضب تسيطر عليها
ولكنها قد انتبهت لشئ لم تفكر به
وهو

كيف خرجت من الزنزانة بينما كانت نائمة!

تبادر إليها العديد من الأفكار منها الحمقاء حيث أنها قد ظنت أن هذا الرجل هو من الكتاب وأتى لمساعدتهما فهناك استحالة أن يتحدث حارس مصري العربية

كما أن الكتاب هو من نقلها للتو إلى هنا

ولكي تُنهي كل النزاعات التي تُصارع ذهنها بادرت بالسؤال

«أحمد بقولك هو أنا طلعت هنا ازاي..أنا مش كنت نايمة!»

رد أحمد ببساطة

«متشكرينيش»

قالها وهو يُعدّل من ياقة قميصه بفخر

لتنصدم هي

«لحظة يعني انت شلتني وطلعتني وأنا نايمة!»

قالت مريم والدماء تغلي بشرايينها

«يعني أهرب وأسيبك للعقارب تقرصك وتموتي جوا؟! وبعدين هو أنا اللي نومي تقيل ولا انتي!!»

قال أحمد بابتسامة لاستفزازها

«على فكرة بقى أنا نومي خفيف بس أنا كنت تعبانة فـ محستش »

قالت مبررةً وهي تلعب بأصابعها بتوتر فهي تعلم أنها لن تستيقظ حتى وإن سقط السقف عليهم مُدمرًا كل إنشٍ داخل الغرفة

تذكرت حينها والدتها حيث كانت توقظها، كانت تفتح الستائر ليتسلل ضوء الشمس للداخل مُداعبًا إياها
ولكنها رغم ذلك لا تستيقظ

فكانت والدتها دائمًا ما ترسل إليها شقيقها الأكبر منها ببضعة أعوامٍ ليست بالكثيرة ليوقظها

إذ تكون غارقة بالنوم حتى تجد نفسها وكأنها داخل حوض الاستحمام فجلّ ما يفعله هو سكب الماء عليها؛ حيث أنها لا تستيقظ بشتّى الطرق

لا ينفع معها سوى المياه

فرّت دمعة من عينها عند تذكر عائلتها ومواقفهم الطريفة سويًا

ولكنها سرعان ما مسحتها لتنظر للواقفين أمامها
ليتحدث أحمد بنبرة ضاحكة

«هنقف احنا نعيط هنا ونبكي على اللبن المسكوب لحد ما يكتشفوا اننا هربنا ويجوا ورانا صح؟!»

مسحت مريم الدموع التي تمردت وسقطت من عينيها بالرغم من محاولاتها العديدة للتماسك

ثم أومأت بإيجابٍ ليكملوا سيرهم وراء ذلك الحارس الذي قد وصفه أحمد بأنه بصيص الأمل الذي قد ظهر لهم بظلمة اليأس

بينما وصفته مريم بطوق النجاة الذي يخنق مرتديه

إذًا من منهم سيكون على حق؟!!

Red mercury-الزئبق الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن