كشف الحقيقة

1.1K 189 2
                                    

بينما الملك نائم إذ بطرقاتٍ خفيفة على باب غرفته ليعتدل بجلسته ويسمح للطارق بالدخول

"آسف على الإزعاج مولاي ولكن الأمر بغاية الأهمية.."

قال قائد الجيش مُعتذرًا عن إقلاق راحة صاحب الجلالة

"لا بأس، ولكن ما الأمر؟!"

قال الملك بهدوءٍ مُشجّعًا إياه لٱكمال حديثه

"وصلتنا أخبارٌ من قنا بتناقص مُستمر بأعداد الفتيات تحديدًا اللاتي يتراوح أعمارهم بين عشرين و خمسٍ وعشرين سنةً"

وقف الملك عن سريره بذهول، فلمْ يسبق له أن رأى شيئًا كهذا

ولكنه تذكر شيئًا هامًا وهو أن مريم وأحمد كلاهما جاء من قنا

إذن يُمكن أن يكونا قد علما بالأمر

"أحضر تلك الفتاة التي تعمل كطبيبة والفتى مُساعدها ومعهم الأخرى التي تُترجم حديثهما.."

قال الملك بصرامة ليرحل القائد مُتجهًا إلى غُرفهم

طرق باب غرفة مريم أولًا فهِيَ الأولى بالممر لتخرج بعدها بثوانٍ قليلة ويفعل المثل مع البقية ثم يتجهوا جميعًا وراءه إلى غرفة الملك

أمالت مريم قليلًا لتتحدث إلى أحمد

«هو احنا كل شوية رايحين غرفة الملك جايين من غرفة الملك دا لو فاتح ملاهي فيها مش هتبقى كدا»

ضحك على وصفها لغرفة الملك بالملاهي وكان سيرد عليها ولكن أوقفه طرق القائد باب غرفة الملك

فُتِح الباب ليدخلوا جميعًا مع الحرص على إغلاق الباب جيدًا فكما يقولون «للجُدران آذان»

كما أن هذا القصر المتلصصون به أكثر من مُعاونين الملك لذلك يجب عليهم التعامل بِحذر أكثر

تحدث الملك إلى فاتن آمرًا إياها بسؤالهم عن الأمر لتُجيب مريم وهي ترتجف والدموع تتسلل من عينيها

«آه أعرف اللي بيحصل، الكاهنة اللي اسمها ميريت دي وواحدة معاها اسمها رحيق بيخططوا للموضوع وشفتميريت وهي قاتلة بنتين معملوش حاجة لمجرد غرض هي عاوزة توصله»

لم تستطع إكمال حديثها فهِي ترتجف كُلما تحدثت عن الأمر وتترقرق عيناها بالدموع فأكمل أحمد عنها

«هي بتعمل زي ترياق بيرجع الشباب والمُكون الأساسي فيه هو دم بنت جميلة!! حاولنا نعرف أكتر عن الموضوع ونمنعها بس هي شافتنا واضطرينا نهرب لحد ما شافنا جلالة الملك»

ترجمت رحيق حديثهم إلى الملك الذي أمر وفي الحال بالقبض على كلٍ من رحيق وميريت المُتهمتان بِقتل عدد كبير من الفتيات القاطنات بِقنا

فرح أحمد بِكَون كل شئٍ قد أرادوه يتحقق ودون تخطيطٍ منهم

هكذا انتهى كل شئٍ يربطهم بالتواجد بتلك الحقبة فهُم قد حلّوا جميع العُقد التي واجهتهم حتى وإن كانت صُدفةً وبِلا تخطيط

بعدها انصرفوا جميعًا ليذهب أحمد وراء مريم مُحاولًا تهدئتها فهِي ترتجف كُلما ذُكر الأمر أمامها وتذكرت ما رأت بعينيها تلك الليلة

«حاولي تنسي اللي حصل وبعدين خلاص احنا قولنا اللي حصل وحقهم جبناه»

قال أحمد بحزن

«كدا احنا نقدر نخرج من هنا بس المشكىة احنا مش فاكرين المكان ومحدش عارفه غير فاتن!!»

قالت مريم بهدوء

«هنحاول نقنعها تودينا هناك متقلقيش»

قال جملته لينصرف من الغرفة مُنهيًا الحديث بذلك الموضوع وتاركًا إياها تُصارع أفكارها المُحتدمة

Red mercury-الزئبق الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن