تِرياق؟

1.2K 212 6
                                    

١٠:٠٠

دخلت أشعة الشمس إلى الغرفة لتُداعب وجه النائمة بتعبٍ بعد ما حدث منذ ساعات ليست بالكثيرة

فلم تكُفّ الكوابيس عن مُهاجمتها طوال الليل
في حين الآخر دخل ليغسل وجهه لينفض ما حدث فجر الليلة الماضية عن رأسه

وهو بدوامة من الأفكار سمع صوت صراخها يعلو
خرج سريعًا ليرى ما بها

سمع صوت شهقاتها وعيناها مُغلقتان، إذًا هي ترى كابوسًا!!

ولكن ما الكابوس الأكثر رعبًا من ليلة البارحة؟!!

أسرع بإيقاظها ولكنها مازالت تشهق بفزع

«متقتلينيش والله ما عملت حاجة!! مش.. مش هقول لحد خالص والله»

قالت تلك الكلمات ببكاء وهي ترى جثتي الفتاتين المسكينتين تُغلّفُهما بركة من الدماء

وبعد مُحاولات أحمد المُتكررة استيقظتْ أخيرًا ولكنها كانت تبكي بفزعٍ شديد كانت بحالة هيستيرية من البكاء والصراخ

«متخافيش اهدي طيب مفيش حد هيقربلك»

قال أحمد مُحاولًا تخفيف الوضع وتهدئتها ولكنها بكت

«أنا مش هنام خالص وهفضل صاحية عشان لو جابت بنات تانيين.. أعرف ألحقهم.. »

قالت مريم بنبرة متحشرجة إثر البكاء

مسحت الدموع عن عينيها بعدها لتتحدث بثقة

«لازم أخلي الناس يعرفوها على حقيقتها!!»

وبينما هما يتحدثان إذ بصوت الجموع بالخارج يرتفع
دخلت مريم لغسل وجهها ومع كل قطرة ماء ارتطمت بوجهها أقسمت على مساعدة الفتيات

خرجت سريعًا لتُعدّل من هندامها وتخرج بصحبة أحمد إلى الخارج

ولكنها صّدمت من الحشد الماثل بالخارج، أهُناك إحتفال كل يوم!!

وجدت رحيق أمامها فذهبت لسؤالها ولكنها اصطدمت حينها بفتاة شديدة الجمال ابتسمت لها بصمتٍ فهي لم ترها من قبل

«هما وافقين كلهم هنا لي؟! هو في احتفال تاني!»

قالت مريم وعلامات الدهشة قد ارتسمت على وجهها

«لا ولكن ميريت من أرادت قول شئ مهم ولكنني لا أراها خرجت حتى الآن.. »

وبينما رحيق تتحدث إلى مريم إذ بالفتاة الجميلة التي اصطدمت بها منذ قليل تتحدث إلى الجموع

"حسنًا أنتم الآن تتساءلون أين هي ميريت، يسعُكم السؤال ولكنني إريدُ إخباركم أنني أكون هي"

صُدم جميع الحاضرين، فكيف لها أن تكون ميريت تلك العجوز

فالفتاة بغاية الجمال وكأنها زهرة قد فاح أريجُها وسط الحضور

وسط ذهول الجميع فهُم قد رأوها منذ بضعة ساعات ولم تكن بذلك الجمال

تحدثت مرة أخرى لتُثير الجدل بين الحضور

"قد لا تصدقونني ولكن أنا أستطيع فعل بكم المثل.. فلقد تضرعتُ إلى إلٰهنا العظيم (حورس) وهو بِدوره قام بِمُكافأتي فكما ترون وكأنني بريعانِ الشباب.."

تعالت الهتافات لميريت وتهامست السيدات فبإمكانهم التمتّع بجمالها الذي سلبه الزمن

فأكملت ميريت حديثها

"يُمكنكم تقديم القرابين لشكر الإله،والقدوم لتلقّي ذلك الترياق الذي يُعيد لك ما سلبه الزمان"

نظرت مريم إلى رحيق لتشرح لهما كل ما قد قيل،وبعد أن شرحت رحيق الأمر فتح كلًا من مريم وأحمد فاهُهما بصدمة

أيُعقل أن الوصفة هي دماء الفتاتان؟!!

ولكن مريم تذكرت شيئًا هامًا فالزئبق الأحمر الفرعوني تناقلت الأجيال الأحاديث عنه بأنه يُعيد الشباب

إذًا هل هو بحوزتها؟!!

لابد لها واكتشاف الأمر وسريعًا فهذا ما قد جاءت إلى هنا لأجله منذ البداية

Red mercury-الزئبق الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن