بعد إجابة رحيق لسؤال مريم باغتهم الحرّاس ليمسك اثنان منهما بِمريم وأحمد
وأثناء دهشة جميع الحاضرين تحدثت ميريت لسؤال الحراس الذين دخلوا فجأة ليخرّبوا المراسم قبل أن تبدأ
"ما هذا! كيف تقتحمون المراسم هكذا؟!!"
همّ أحد الحراس بالاعتذار سريعًا في حين رقمته هي بغضب
"آسف سيدتي ولكن هما مُتهمان بسرقة إبل الملك"
سرعان ما ارتسمت ابتسامة قد شقّت طريقها بالفعل لتُزيّن محياها
لتتحدث بلطف
"أرى أنه من المفترض بكَ إطاعتي وأنا قد عفوتُ عنهما.."
عند سماع رحيق لتلك الجملة بادرت بإحتضان مريم بفرحة قد غمرتها في حين نظرت إليها مريم بعدم فهم؛ فهي لم تفهم الحوار الجاري بينهما
لتتسع أعين رحيق وتضرب مؤخرة رأسها بلطف فكيف لها أن تنسى عدم معرفة مريم باللغة التي يتحدثون بها
لتميل على أذنها وتتحدث بهمس وتشرح لها الأمر، كل ذلك تحت أعين أحمد الواقف أمامهم ينظر إليهم ببلاهة فهو الآخر لا يفهم شئ
اقترب من رحيق ليسألها عن ما يجري لتُعيد الكرّة وتشرح له الأمر كذلك
«طب هي أكيد مش طيبة أوي كدا، أكيد في سبب!!»
قال أحمد والشك يعتريه فلا يوجد من يُقدّم شئ بلا مقابل سوى من ملأت قلوبهم الطيبة وتربعت على عروش أفئدتهم
ولكن تلك المرأة لا تبدو له كذلك، استشفّت مريم مقصد أحمد من ملامحه التي قد طغى عليها الشك لتتحدث
«هي مش بتساعدنا حُبًا فينا لا، هي بتكره إخناتون لأنه بيدعو لديانة مُوحدة بتخالف معتقداتها»
رأى أحمد منطقية كلامها فالمدعوة ميريت تلك لا تبدو له كَمن يُعطي بلا مُقابل، وبما أنهم قد سرقوا إبل الملك -كما يظن الجميع- فهي ستساعدهم لأنها تكره الملك بالطبع!!
بعدما استشف الحراس الجدية بكلام ميريت همّوا بالانصراف فهي لا تبدو وكأنها تمزح أبدًا
بعد انصراف الحراس
عادت ميريت لتبتدئ المراسم وكأنه لم يحدث شئ بتاتًا منذ ثويناتٍ فحسب!
تقدمت إليها إحدى الفتيات وكل ذلك تحت أنظار مريم وأحمد المُتابِعان باهتمام شديد
لتأخذ ميريت إسوارة رقيقة التصميم وتقرأ عليها بعض الطلاسم التي لم يُفرّقا بينها وبين اللغة الهيلوغريفية!
ثم أعطت الإسوارة إلى تلك الفتاة التي سرعان ما ارتدتها بفرح وتسابقت بقية الفتيات للحصول على إسوارة مماثلة
كل ذلك تحت صدمة مريم وأحمد فبالنسبة إليهما هي مجرد إسوارة لا تستدعي كل تلك الجلبة
اندفعا سريعًا ناحية رحيق لسؤالها فبادرت مريم بالسؤال
«هي البت دي مالها هتموت من الفرحة كدا، دي إسورة عادي منا عندي علبة مليانة أساور أجمل من دي بكتير.. »
ابتسمت رحيق لتجيب ببساطة
«لمْ تسألينني حتى عن مناسبة هذا الاحتفال!»
سأل أحمد ببلاهة
«وما هي مناسبة الاحتفال؟»
أجابت رحيق بابتسامة على بلاهته
«إنه عيد الحب..يتم كل عام بذلك اليوم،يعتقدون أن الإله حورس يُباركهم هم وأحبّاؤهم بذلك السوار البسيط التصميم»
أومأ كلاهما دلالة على الفهم لتبتسم لهم رحيق
ولكن جذب انتباههم ما حدث بعد ذلك، حيث اقتربت فتاة جميلة من ميريت لتقع مُغشيًا عليها بلا أية أسباب واضحة
لتشهق مريم بفزع وتقترب منها مُحاولةً ايقاظها ولكن بلا جدوى
فتُنادي أحمد كي يُساعدها بحمل الفتاة فهي لا تقدر بمفردها
وميريت تنظر لكليهما باهتمام شديد غير آبهةً بالفتاة المُلقاة أرضًا
«شيلها معايا نشوف مالها!!»
قالت مريم بنبرة ممتزجة بالخوف
أسرع أحمد بمساعدتها ثم نظر إلى رحيق ليطلب منها السؤال على مكان يُمكنهم أخذ الفتاة إليه ليروا ما خطبها
وسرعان ما سألت رحيق ميريت إن أمكنهم إدخال الفتاة إلى المعبد لتومئ بهدوء وملامح الجدّية تعتريها؛ فتلك الفتاة أفسدت الاحتفال
وعند إدخال الفتاة إلى المعبد، عادت ميريت تُكمل ما بدأته هي غير مُبالية بما قد حدث للفتاة
ولكن الشك أخذ يتمكن من قلب رحيق، فماذا سيكون قد حدث للفتاة؟! وخاصةً أنه لم يحدث لها شئ إلا عند اقترابها من ميريت
كما أن ميريت لم تلقِ بالًا بها
«أَيعقل أن تكون ميريت من فعلت ذلك بالفتاة المسكينة!!»
قالت رحيق بصدمة ولم تنتبه أنها تحدثت بصوتٍ عالٍ
أنت تقرأ
Red mercury-الزئبق الأحمر
Fantasyإكسيرٌ للحياةِ مدفونٌ على أعماقٍ من أرض هذه الصحراء القاحلة، ولكن عند استخراجه سلب حياتهم جميعًا كان كالورم الذي فشل استئصاله كالفيروس بلا عقار كفصيلة الدم المخالفة تمامًا للمريض ما إن يتم مزجها بدماؤه حتى تُكتب عليه تلكَ النهاية.. لم يكن مجرد سفر ب...