مرّ أسبوع كامل استطاعوا فيه استمالة فاتن إليهم، فأصبحت بصَفهم ووافقت على إعادتهم إلى ذلك المكان الذي رأتهم به للمرة الأولى
١٢:٠٠
الساعة بيدها تُشير إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، انتهت من جمع أشيائها وخرجت بهدوءٍ شديد واضعة أغراضها أمام باب الغرفة ثم أغلقته بِرفق لتجدهم ينتظرونها
أشاروا إليها أن تغلق باب الغرفة فأغلقته بِرفق حتى لا ينكشف أمرهم، نزلوا درجات السُّلم على أطراف أصابعهم، الجميع نائم بالفعل ولكن هناك حارسان واقفان أمام الىوابة الرئيسية للقصر
نظروا إلى بعضهم بحزن حتى تسللت فكرة إلى ذهن فاتن
«يُمكننا رمي أي شئ بالجهة الأخرى من السُلم وحين يأتون لتفقُد الأمر نهرب»
همست فاتن ليومئ كلاهما، وبالفعل رمت مريم عُلبة بلاستيكية كانت بحقيبتها استخدمتها لحفظ ساعة اليد خاصتها
حينها توجه الحارسان لتعقُب مصدر الصوت بينما هم تمكنوا من الهروب خارج البوابة من الناحية الأخرى للسُلم
__________
بدؤوا بالسير مُتّبعين فاتن التي تقودهم نحو ذلك المكان التي رأتهم به للمرة الأولى، إذًا سيُغادرون لن يروا بعضهم البعض مُجددًا سينشغل كلٌ منهم بحياته سواء كانت العملية أو الدراسية
هكذا هي الحياة مهما أعطتك أُناس لتحبهم بصدقٍ سيأتي اليوم الذي تُطالبك فيه بإستردادهم مهما كانوا مُهمين بِحياتك وإن كانوا مِحورها، فرّت دمعة من عين مريم لم تستطع التحكم بها
لم تستطع كبح رغبتها الجامحة بالتواجد هُنا والاستمرار بعيش تلك الحياة حتى وإن كانت المغامرات تملؤها فهي قد أحبتها
ولكن ما يُسعدها بالأمر هو قدرتهم على استرداد حقوق الفتيات التي ماتت إرضاءً لجشع تلك الساحرة الخبيثة، فرحت أيضًا لأنها قد قاست تجارب مريرة طُوال فترة تواجدها هُنا، أهمها هي عدم الوثوق بأحد
فَهُم عندما وثقوا برحيقٍ كانت هي أول من خانهم، بينما على الجانب الآخر كان أحمد يشعر بأحاسيس مُتضادة تجتاح قلبه
يشعر بأنه فَرِح لأنه وأخيرًا سيرى عائلته بعد كل تلك المُدة، وشعور آخر حاول التغلب عليه
كان ذلك الشعور بالحزن والحنين، يشعر أنه سَيحن كثيرًا لمُغامراتهم معًا..
أيقظهم من غيبوبة أحزانهم تلك صوت فاتن التي قالت أنهم على مقربة كبيرة من ذلك المكان
«كنتم بالقرب من تل العمارنة عندما رأيتكم للمرة الأولى؛ لذلك المكان لا يبعد كثيرًا.. »
قالت فاتن مُقاطعة أعزوفة الليل التي تُلطّف أجواء الصمت
________ب
عد دقائق
وصلوا إلى ذلك المكان، القمر مُكتمل شعروا بتوهج شديد لتُفتح تلك البوابة
عانقت مريم فاتن عِناق طويل عبرت به عن أسفها لها حيث سخرت منها بأول لِقاء، أفسد أحمد تلك اللحظة الحميمية المليئة بالمشاعر
«آسف بس البوابة هتقفل مُضطرين نمشي»
ودّعتهُم فاتن ليدخلا مَعًا إلى تلك البوابة ثم تختفي فجأة ويُمحى أثرُها وكأنها لم توجد قبلًا!!
أنت تقرأ
Red mercury-الزئبق الأحمر
פנטזיהإكسيرٌ للحياةِ مدفونٌ على أعماقٍ من أرض هذه الصحراء القاحلة، ولكن عند استخراجه سلب حياتهم جميعًا كان كالورم الذي فشل استئصاله كالفيروس بلا عقار كفصيلة الدم المخالفة تمامًا للمريض ما إن يتم مزجها بدماؤه حتى تُكتب عليه تلكَ النهاية.. لم يكن مجرد سفر ب...