مشقّة

1.9K 251 6
                                    

بعد الانتهاء من التحضير للسفر

انطلق ثلاثتهم من المنزل الذي قضوا به عشية البارحة

مريم تضع يدها فوق رأسها من حرارة الشمس الحارقة فوق رؤوسهم

تلعن اليوم الذي قد تسللت به تلك الفكرة الحمقاء إلى ذهنها وتلعن اليوم الذي انساقت به وراء فضولها

فهي دائمة الجوع مهما أكلت كذلك هو فضولها لايشبع مهما فعلت

لذا فهما يتشاركان الكثير فكلاهما لا يشبع، إن كان فضولها شخصًا تجزم بأنه سيكون سمينًا جدًا حيث أنه سيزن الأطنان

ليس هذا فحسب فبكل هذا الوزن سيكون مُمسكًا بالمزيد والمزيد من الطعام ليزداد وزنه أكثر فأكثر

فهما جلبت من كتبٍ لا تُشبع فضولها الجشع الذي لا تكفيه السماء والأرض وحتى ما بينهما!

أيقظها من غيبوبة أفكارها المتزاحمة صوت الإبل فقد أصبح الذي تركب عليه يُصدر أصواتًا غريبة

عند سماعها لذلك الصوت ارتعبت كثيرًا فهي تخشى الإبل

ما كان عليها الاستماع إليهم وركوبه فهي تخشاه على أية حال

قفزت عنه مرتعبة لتبكي

قفز كلًا من أحمد ورحيق عن إبله واتجهوا نحوها لسؤالها عن سبب بكائها المفاجئ

«أنتوا مشفتوش كان بيبصلي ازاي دا كان هياكلني..!! وبيعمل أصوات بتخوف اوي!! »

قالت مريم لترد عليها رحيق

«يمكنكِ الركوب خلفي إن كنتِ تخشين الإبل.. »

«شكرًا جدًا يا رحوق»

«عفوًا»

ركبت مريم خلف رحيق والجمل خاصتها يسير خلفهم حامِلًا بعض الأمتعة

بعد انقضاء ثلاثة ساعات من الرحلة

«لا خلاص تعبت تعالوا نرتاح حبة»

قالت مريم بتعب وهي تمسح العرق عن جبينها

نزل كلًا من رحيق وأحمد عن الإبل وقاموا بضرب الخيم لأخذ قسطًا من الراحة

....

بعد يومين

الشمس على مقربة شديدة من الأرض تكاد أن تُعانقها
حان وقت غروب الشمس

لم يعد لهم سوى عدة أمتار للوصول لذا قرروا الاستراحة قليلًا قبل الرحيل

بعد استراحة دامت لمدة ساعتين بل زادت عنهما نصفًا آخر

قرر كل منهم استكمال تلك الرحلة

...

وبعد مرور ساعتين أخرتين

«إذًا هل تبقى الكثير؟! »

سأل أحمد رحيق

«لا فمدخل قنا الرئيسي لا يبعد الكثير عن هنا لا تقلق»

أجابت رحيق لترتسم ابتسامة عالية على ثغر مريم، كانت ابتسامتها من أذنها اليسرى وصولًا إلى اليمنى

Red mercury-الزئبق الأحمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن