الفصل الرابع عشر

440 8 0
                                    

جئتُ اليكِ 🌷

الفصل الرابع عشر

فتجاهدُ لتبتسمُ له ... وترفع يدها تلامس يده .... وتشده ليجلس بحركةٍ ضعيفة ... فيخر جالساً ...وقلبه يطيع كل اوامرها ....

وضعت رأسها على كتفه ... ويدها مازالت في يده ...

" أحتضني ...حبيبي..."

هل تكلمت ... هل نطقتها ... هل قالت حبيبي ... يبدو ان تأثير مشروب البارحة مازل يعبث في عقله ... فتارةً يتخيلها تستجيبُ لقبلاتهِ ....وتارةٍ يتخيلها تتمسك به .... و الان "حبيبي " لم يعلم انه قالها بصوتٍ مسموع .... ويده تتسلل الى خصرها .... فيشدها الى صدره ...

تضع رأسها على صدره ...بجانب قلبه المجنون ... ذاك القلب الذي ينافس قلبها جنوناً ... وتستعيد ما حصل لها في المشفى ...

ما ان وضعت لها الممرضة المحلول الاحمر وبداء يتدفق الى أوردتها .... حارقاً أيها ... فيزداد الالم شيئاً فشيئاً ... ولكنها تقاوم حتى شعورها به ... خاصةً عند وجودها في المشفى .... فهناك من هم اصغر سناً ... يجلسون معها في غرفة العلاجِ المشتركة ... ينظرون نحوها ...فنقابل نظراتهم المتسائلة ... بأبتسامة جميلة ...تقاوم الشعور بالالم وهي اكثر من يستحق الاستسلام هي اكثر من يحق له الأنين ... ولكنها تتماسك هنا .... وتنهار هناك .... هناك حيثُ منزلها ... هناك يحق لها البكاء والعويل .... هناك فقط يحقُ لها الاستسلام ....

تجلس على الكرسي الخاص بتلقي العلاج ... تسند رأسها للخلف ... وأبتسامةٌ مشجعة تعلو ثغرها ...صغيرته القوية ...

" تبدين احسن ؟..."

"أحمد ... هل انت بخير ؟..."

"انا بخير فحبيبتي اهتمت بي .... ما ان أخبرتها الحقيقة ......ماذا عنك ِ .....هل أنتِ بخير ؟؟؟"

" بخير ..." بين التسائل والجواب ....

" لماذا تؤذين نفسك ... لماذا تؤذيه .... أخبريه هبة يكفي .... ستحتاجينه في الفترة المقبلة ... تحتاجين مساندته .... ففترة العلاجِ ستطول ..."

" ماذا أفعل أحمد ... أحس ان الكون كله يعارضني ... يعارضُ حبي له .... ماذا سأجلب له سوى الاحزان .... انه يستحق من هي أفضل ..."

"لن يجد الأفضل .... او ربما لا يريد ان يجد الأفضل .... ربما هو يريدك ِ انتِ .... بكل مافيكِ ... فرغم غبائكِ الشديد ...هو متيمٌ بك ..."

" يحبني ..." تعرف ذلك ...ففي أعماقها تشعر به .... تشعر بحبه لها ....

"بل هو عاشق لكِ ... هبة ... انه يغفرُ ويغفر .... مايظن انها زلاتكِ ... ولا يغفر الا من أشقاه العشق وعذبه الهوى ...."

" ولكن ..."

" اسمحي لنفسك بحبه ... اسمحي لقلبك ان يتسارع نبضه بلا خجل ... اسمحي لروحكِ بالسكون لروحه .... اسمحي لنفسك بالحياة ...
ماذا فعل بك الحبُ صغيرتي ....كنتِ صخرتي التي استمد منها قوتي ...طالبي بحبك ..طالبي به ..."

رواية جئت اليك لكاتبة تالا تيم  اعادة نشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن