-تخيل تموت وأنت بتشوف فيديو زي ده..!!
الإنسان ممكن يسامح بخصوص كل حاجة إلا إنه يحس إن كتافه بتميل عن حمل وأمانة ووصية المفروض يعتني بيها، المفروض يبعد بيها كل البعد عن الفشل، يفضل يقاوم ويقاوم ويقاوم لحد ما يضمن إن مفيش خدش قادر يجرحها، يطعمها لحد الوقاية من كل شيء بشع ممكن تتعرض له، حتى مع تعبه وتحمله بس التعب في سبيل النجاح والفخر ما هو إلا وسام شرف.
انتفض من مكانه والتليفون وقع منه وقام وقف وقالي بصوت شايل حدة:
_دا فيديو عادي كل الشباب بتتفرج عليه وواحد صاحبي بعتهولي ليس إلا.
سبت المعلقة وفوطة المطبخ من ايدي وقربت أخدت التليفون من على الأرض وبصيت فيه وقفلته:
_رقاصة..!! صاحبك باعتلك رقاصة تتفرج عليها.؟
لف واداني ظهره واتأفف بضيق وقال بصوت بدأت فيه ملامح الخشونة:
_رهف أنتِ مش عايشة في العالم ولا إيه..؟! مفيش فرح يكاد يمر غير وفيه رقاصة، وساعتها مش بكون أنا بس اللي بتفرج، دي الناس كلها.
حاولت أتمالك نفسي وأتكلم بهدوء رغم عصبية العالم اللي جوايا:
_مش أي حد يعمل حاجة نروح نقلده، مش عشان الحرام منتشر نعلي صوتنا بتبجح ونقول دا حلال عادي طالما في كتير مغموس فيه، أنت هتتحاسب لوحدك..عارف يعني إيه لوحدك يعني محدش هيجي يدافع عنك ويقول دا أنا السبب..تذكر قول ربنا سبحانه وتعالى
"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون"
ومن النهاردة مفيش تليفون غير لما أشوف فيك فعلًا إنك جدير بيه، وهترجع تحفظ القران تاني وأنا اللي هسمعلك بنفسي.
_رهف أنتِ معقدة إيه كل ده..!
محستش بنفسي غير وأنا بضربه بالقلم على وشه وبصرخ فيه بعصبية:
_الدنيا بقت وحشة ومليانة فتن وأنا مش عايزاك مفتون
نظرة عينيه ليا خلتني أحس بالندم والتوتر عمري ما مديت ايدي عليه ولا وجعته بكلمة بس مؤمن في سن خطر عايز رقابة وحماية وللأسف الدنيا حولينا بتمنع الحماية دي بكل وسائل الفتن المتاحة، السن دا عايز تقويم أكتر من أي حد تانية، عايز شدة مش لين، مهما صعب علينا، بس لازم نشيل العواطف على جنب..على الأقل من أجل الحماية.
أخدت المعلقة والفوطة وقبل ما أخرج قولتله بشدة:
_وصاحبك ده تقطع علاقتك بيه.
قفلت الباب ورايا ومشيت روحت المطبخ وفتحت الفرن القديم وحطيت جواه التليفون، وقومت وقفت ودعيت ربنا يديني القوة ويديه الهداية والتوفيق ويبعد عنه أصحاب السوء، مؤمن كان منتظم جدًا من وهو صغير وكان بيداوم على حفظ القرآن وتفسيره بس من ساعة ما انشغلت في شغل ليا بعد وفاة بابا الله يرحمه وهو حاله بدأ يسوء، علشان كدا قررت إن شغلي هيكون من البيت علشان يكون تحت عيني، مش شك على قد ما هي فرص حماية من عالم السوء.
