الفصل السابع

380 19 0
                                    

بعد أودعت باتريشيا ابنتها في جناحها الذي خصصه لها جدها تركتها لترتاح وتوجهت إلى جناح "جيسي"..."جيسي" الحقيقية، شعرت أن رأسها سينفجر من الصداع، ما الذي جعل الأمور تؤول إلى هنا، ألم يكن يمكن لكاثي أن تأتي بتلك الأوراق اللعينة وتجعلهم ينتهون من قصة عائلة دو كاسترو، لماذا كان يجب أن تقع في غرام ذلك الفتى، قفزت بفزع عندما ظهر "ريمون" أمامها وكأنه خرج من أفكارها، رفع كفيه:

- عذراً، لم أكن أقصد إخافتك، لابد أنك كنتي سارحة بأفكارك فلم تنتبهي لي.

انتبهت إلى أنها تقف أمام غرفته هو وجيسي:

- أعتذر منك يا بني، أين.. جـ... كاثي؟ أين كاثي؟

- إنها بالداخل، يبدو أن لقاءها مع جيسي استنفذها، قالت لي أنها ترغب في النوم قليلاً قبل العشاء.

- هل يمكنني أن أدخل لها؟

ابتعد عن الباب برشاقة:

- بالتأكيد.. تفضلي.

فكرت وهي تدلف إلى الغرفة بينما يبتعد "ريمون" في الممر أنه لبق... لقد أحسن "ألفونسو" تربيته من بعد رحيل والده.

وجدت جيسي ممدة على فراشها تحدق في سقف الغرفة:

- جيس...

جلست بسرعة:

- أمي... توقفي عن مناداتي بهذا الاسم، يوما ما سيسمعك أحدهم.

تأففت باتريشيا:

- أكاد أصاب بالجنون من السيرك الذي أصبحنا نحيا به يا... كاثي... كاثي.

- آمل أن أصل قريباً لمكان تلك الأوراق... لقد فتشت هذا الغرفة شبراً شبراً لكنني لم أحد شيئاً، لكنني لن أيأس.

سألت باتريشيا:

- ما رأيك باختك؟

- آآآه يا أمي.. إنك فنانة، إنها مختلفة تماما، أنا أشبهها أكثر مما تشبه نفسها.

***

أخذت "كاثي" تتأمل غرفتها الواسعة الملحق بها غرفة للملابس وحمام غاية في الأناقة، أخذت تفكر في استقبال العائلة لها، حنان والدها المفرط والذي جعلها تبكي من قلبها، وجدها الذي يبدو غاية في الصرامة إلا أن عيناه كانتا ترتجفان وهو ينظر لها، هل هذه العائلة التي عاشت حاقدة عليها كما قالت أمها، لابد أن تعرف القصة كاملة من والدتها.

وذلك الرجل..."ريمون"، كلما التفتت وجدته يتأملها، لم ترتح لنظراته وتعليقاته الساخرة عن الابنة الضالة.. شعرت أنها تريد صفعه على وجهه هو وكفه الدافئ للغاية.

توجهت لحقيبة السفر التي أصرت والدتها أن تكدس فيها كل ملابسها التي اشترياها لتبدو عائدة من المطار، أخرجت منها بيجامة وتوجهت للحمام، يجب أن تزيل ذلك التبرج الثقيل وترتاح قليلاً ، تشعر أنها ستحتاج كل طاقتها في تلك "المأدبة" على حد تعبير "روز" والتي أمر بها جدها على شرف حضورها.

التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن