كانت "كاثي" مندهشة بعد جولة التسوق التي صحبتها والدتها، فساتين.. تنانير وغيرها من ملابس شعرت أنها تصلح لحفلات وليس لحياة يومية عادية، عندما أخبرتها بذلك قالت لها مبتسمة بتسامح:
- قد لا تتذكرين لكن هذا هو ذوقك في اختيار الملابس، أنت أنيقة منذ نعومة أظافرك يا عزيزتي.
اندهشت عندما تبينت أن المكان الذي دخلتاه كان صالون للتجميل، قالت هامسة:
- أمي.. لقد خرجت للتو من مصحة، لا أظن أن "ساكني القصر" على حد تعبيرك يتوقعون مني أن أبدو في أبهى حلة، ألا تبالغين؟
- لا يعلم أحد أين كنت، كل ما يعرفه جدك والباقيين أنك في جولة حول أوروبا تمرحين وتتجولين، لن أقبل أن يرونك بهذه الحالة.
شحب وجهها فسارعت باتريشيا لتقول:
- لم أقصد يا عزيزتي، كل ما أريده ألاّ تكوني في موضع شفقة، ظننت أن ما حدث معك هو شئ تريدين ابقاؤه سراً، خاصة أنك لا تتذكرينه بعد.
بدت أنها تفكر في كلام أمها قليلاً قبل أن تهز رأسها باقتناع:
- معك حق يا أمي.. معك حق.
ابتسمت باريشيا:
- صدقيني عندما تتعرفي على أهل والدك ستفهمين أنه مهما يكن لا يمكنك أن تقابليهم وأنت بهذا الشكل، كما أنه لابد من بعض التغيير والدلال بعد كل ما مررت به، وقضاؤك كل ذلك الوقت بين المرضى النفسيين، هيا لنرفع من معنوياتك قليلاً ونبرز جمالك يا صغيرة.
عندما ابتسمت "كاثي" قالت لها أمها مشجعة:
- هيا يا عزيزتي، "فابيان" ذو أصابع سحرية ولسوف تعجبك النتيجة.
ما أن جلست على الكرسي أمام ذلك الرجل الأسباني الذي لا يبدو أنه أسباني بتاتاً بلهجته المائعة، أخذ يلوح بيديه في كل اتجاه كأنه على وشك الرقص:
- أوووه... ما هذه الفوضى، ما الذي حل بهذا الشعر الناري الجميل، لم أرى في جمال هذا اللون من قبل، نظر إلى "كاثي" ماذا تريدين أن تفعلي به يا جميلتي؟
قالت باتريشيا بحدة:
- نريد أن نغير قصته تماماً، ونريد أن نعيد لونه للأسود.
- أسود؟!!!
خرج السؤال من فم "كاثي" و"فابيان" معاً، نظرت باتريشيا لابنتها:
- أجل يا عزيزتي، رغم إعجاب "فابيان" الصاخب بلون شعرك... صمتت ونظرت للرجل شذراً قبل أن تحول نظراتها لابنتها مرة أخرى وتبتسم:
- إلا أنه ليس لونه الأصلي.. إن شعرك أسود جميل، لطالما كنت تتمنين أن يكون لك شعر أحمر كشقيقتك فكنت تقومين بصبغه، رغم أنه كان مميزاً، فكرت أنه إذا عاد إلى لونه الأصلي سوف تعودين لهويتك ويساعدك الأمر.
أنت تقرأ
التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحي
Romantizmدى ثانى روايه اكتبها اتمنى ان تنال رضاكم **** عندما وقعت كاثي في حب ابن عمها ريمون لم تكن تعلم أنها ستدفع ثمن حمايتها له ولعائلة أبيها ألماً سوف يكون له ريمون يداً فيه، سوف يكون طرفاً في رحلة الضياع التي سيرسلها فيها أقرب الناس لها. ماذا ستفعل كاثي...