كانت يسير في الممر عندما لمح مارسيلا تخرج من غرفة جيسي وتغلق الباب خلفها بهدوء، أومأت له برأسها وهو تحمل صينية أنها نائمة ، وقف أمام باب غرفة ابنة عمه متردداً.. فتح الباب بهدوء، طالعها وهي متكورة وسط الأغطية، لا يعرف ما الذي حمله على التقدم والجلوس على طرف الفراش، انتفضت فزعه وجلست وهو ترفع الغطاء حتى رقبتها، رفع كفه مهدئاً:
- لا تخافي إنه أنا، ظننت أنك نائمة.
أخذت تتأمله بعينان اتسعتا بدهشة وخوف:
- لقد كنت أريد أن أطمئن عليك...
نظر إلى قبضتيها المتشبثتين بالغطاء وابتسم:
- ما الذي تقومين بتغطيته؟ الدمى الوردية التي تنتشر بطريقة مغوية على منامتك؟
لم تستطيع تمالك ابتسامتها، بينما اختفت ابتسامته وقال بجدية:
- جيسي... أمر تلك الكوابيس ليس طبيعياً إذا أردت رأيي لابد من استشارة طبيب.
قالت وقد عادت لها روحها القتالية التي كانت قد غادرتها منذ تلك الكوابيس التي تهاجمها ليلاً وتسلب منها طاقتها نهاراً:- لم أطلب رأيك..إنها مجرد كوابيس.
تنهد وهو يقف ويضع يديه في جيوبه وكأنه يتمالك نفسه لكي لا يمد يديه ويهزها حتى يتفكك عنادها:
- كما تشائين.
***
جاء انهيارها الفعلي عقب تلك الليلة، كانت تصرخ مراراً وتكراراً، جلس في فراشه ليتبين الصوت، لم يكن حاداً ومتواصلاً كذلك من قبل، بدت كأنها لا تستطيع الاستيقاظ، ألقى بالكتاب من يده وقفز من فراشه، عندما وصل إليها كانت مازالت تصرخ، أمسك بذراعيها ورفعها لتجلس أخذت تضربه وهي تقول "ابتعد عني.. إنك تؤلمني إنكم تؤلمونني.. لا أريد، لا أريد"
كانت تبكي... تبكي وهي نائمة، تفاجأ بدموعها، لم يعرف السيطرة على انهيارها ولا إيقاظها، فضمها له بقوة:
- لا تخافي... أنت بأمان.. أنت بأمان لن يصيبك أحد بمكروه.
هدأت ارتجافاتها واستكانت، وضعت كفيها على صدره ودفعته بهدوء، طالعته عينيها الزائغتين، ابتعدا عن بعضهما البعض، قال له بلوعة:
- أنا آسفة.. حقاً.. أنا آسفة.
مسح وجهه، بكفه:
- لا عليك.. دعيني استدعي مارسيلا.
كانا يجلسان صامتان، هي مطرقة برأسها تتأمل أصابعها التي كانت تلف طرف الغطاء عليها بتوتر بينما كان يتأملها، دخلت مارسيلا الغرفة ومعها كوب من الحليب وصحن صغير به حبة دواء، ابتسمت:
- لم أكن أعرف لماذا تحتاجون لي لكنني جئت مسلحة بكل ما من شأنه تهدئتك يا صغيرتي، لكن سوف أسمح لنفسي أن أرفض إمدادك بأي أدوية بعد الآن.
![](https://img.wattpad.com/cover/180846397-288-k636099.jpg)
أنت تقرأ
التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحي
Romansaدى ثانى روايه اكتبها اتمنى ان تنال رضاكم **** عندما وقعت كاثي في حب ابن عمها ريمون لم تكن تعلم أنها ستدفع ثمن حمايتها له ولعائلة أبيها ألماً سوف يكون له ريمون يداً فيه، سوف يكون طرفاً في رحلة الضياع التي سيرسلها فيها أقرب الناس لها. ماذا ستفعل كاثي...