كان "ريمون" يجلس ساهماً أمام حمام السباحة، انتفض عندما ناداه جده:
- ما بك يا بني؟.. لقد ناديتك أكثرمن مرة لكن يبدو أنك لم تسمعني.
وقف:
- معذرة منك يا جدي، لم انتبه.
ربت جارسيا على كتف حفيده ثم جلس وربت على الكرسي:
- اجلس.. اجلس أريد أن أتحدث معك لكن أخبرني ما الذي كنت تفكر به ومن شأنه أن يجعلك شارداً بهذا الشكل.
لم يستطيع أن يشارك جده بذلك الخاطر الغريب.. إصرار "كاثي" ورغبتها في السباحة رغم... قطع حبل أفكاره عندما قال جده:
- ها أنت تبحر بأفكارك مرة أخرى.. ما بك يا بني؟ لقد كان الله رحيماً بنا عندما عادت لنا كاثي بعد الموت.
هز "ريمون" رأسه موافقاً وهو يتذكر عندما اتصل به "ويليام" وأخبره أن يسرع للمشفى لأن "كاثي" استيقظت.. "استيقظت ولم تستيقظ" على حد تعبيره، أكمل "جارسيا":
- أعلم أن أمر فقدانها للذاكرة أمر غير هين.. لكنها عادت لنا.
رفع"ريمون" رأسه وقال محاولاً رسم ابتسامة على وجهه، ابتسامة لم تكن تمت للابتسامة بصلة:
- يوم أخبرني "ويليام" باستيقظاها من الغيبوبة منذ ستة أشهر، شعرت أن روحي ردت لي، وبعد إخباره بأمر فقدانها للذاكرة وتلك النظرات الفارغة التي طالعتني بها ولم تتعرف علي قلت ليس مهماً، بدا الأمر وكأنني أعيش إحدى تلك المسلسلات التليفزيونية لكنني لم آبه للأمر، زوجتي لو تمت...كاثي مازالت على قيد الحياة وسوف أصطحبها للمنزل وبمرور الأيام سوف تتحسن الأمر... لكن... صمت فأكمل جارسيا:
- لم تتحسن الأمور.
أومأ "ريمون" برأسه:
- أجل... تعلم يا جدي... صمت مرة أخرى فحثه جارسيا وهو يتمنى لو يفتح له قلبه، ذلك الفتى ليس كباقي أحفاده، لم يتمكن يوماً من معرفة ما يفكر به، فكر جارسيا أنها فرصته ليضغط عليه، أكمل "ريمون":
- ليس المسألة مسألة عدم تذكرها لأي شئ طوال ستة أشهر، إن كاثي تبدو لي مختلفة، هناك شئ غريب، وكأن هناك جدار يقف بيننا، جدار غير مرئي يجعلني أشعر أن هناك خطب ما بها، لكنها لا تصارحني بأي شئ، كل ما تفعله هي طلب المزيد من الوقت والاعتذار لي.
لم يعرف جارسيا بما يجيبه لكنه فكر أنه لابد من انشغال حفيده بشئ آخر غير زوجته التي يبدو أنه يجد تصرفاتها مريبة، فرحته فعودتها للحياة تبدد والآن ينشد عودتهما لحياتهما قبل الحادث، تلك الحياة المليئة بالحب والحميمية، تلك الصداقة التي كان ينبهر أن تستطيع ابنة "باتريشيا" أن تظهرها، رغم نشأتها على يد أمها حجرية القلب إلا أن طباعها تشبه طباع ابيها بشكل عجيب، "ألفونسو" ابنه الحنون، انتشل نفسها من أفكاره وقال وهو يضع كفه على ركبة "ريمون":
أنت تقرأ
التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحي
Romanceدى ثانى روايه اكتبها اتمنى ان تنال رضاكم **** عندما وقعت كاثي في حب ابن عمها ريمون لم تكن تعلم أنها ستدفع ثمن حمايتها له ولعائلة أبيها ألماً سوف يكون له ريمون يداً فيه، سوف يكون طرفاً في رحلة الضياع التي سيرسلها فيها أقرب الناس لها. ماذا ستفعل كاثي...