كان "ريمون" يتأمل ابنة عمه... جيسي، تلك الفتاة التي لم تتوقف أمها عن وصفها بالفتاة اللعوب التي لا تبقى في مكان أو في علاقة فترة كافية، لم تكن نظراتها تناسب ذلك الوصف، بدت له نظراتها ضائعة أكثر منها عابثة أو حتى تحمل أي عواطف باستثناء شرارات الغضب التي تنطلق من عينيها عندما يقوم بتوجيه أحد تعليقاته لها، عندما صارح زوجته بما يفكر به قالت له:
- لقد خرجت للتو من علاقة مدمرة، مما أخبرتني به أمي عنها لم أكن أتخيل أن جيسي يكسرها شئ لكن يبدو أن ذلك الوغد تخلى عنها عندما علم بحملها.
اتسعت عيناه دهشة بينما فكرت جيسي أن أمها سوف تقتلها لما قالته للتو، لكن تساؤلات ريمون أخافتها وجعلتها تشعر بالارتباك، قالت بسرعة:
- أرجو ألا تخبر أحد، فأمي وجيس لا تريدان أن يعلم أحد بما حدث، يكفي أن يعلم الجميع أنها ملّت من تنقلها ومن أسفارها فقررت أن تستقر قليلاً.
قال متفهماً:
- حسناً يا عزيزتي، لكن ماذا حدث في حملها؟
قالت:
- لقد فقدته... صمتت وتذكرت عندما أظلم وجهه فأطرقت برأسها:
- كما حدث معنا.. معي.. كما أخبرتني.. أنني كنت... صمتت ولم تعرف ماذا تقول.
قال لها:
- أنا آسف إن كنت ذكرتك.
رفعت رأسها ونظرت له، ياله من مراعي زوج شقيقتها، أحياناً يخيل إليها أنها إن لم تكن تكره عائلة والدها بشدة وترغب في استرداد حقها هي وأمها لربما كانت أحبته وكانت ستكون سعيدة بسرقته من شقيقتها، لكنها الآن تحتاج أن تكون زوجته حتى ينتهى هذا الأمر فقط.
***
صمتت باتريشيا بينما تتحدث جيسي بارتباك وتخبرها بما حدث بينها وبين ريمون صمتت عندما ابتسمت والدتها قائلةً:
- لا تعلمين كم أعجبتني تلك الزلة التي قمتي بها.
قال ويليام:
- لابد أن الشيطان يسخّر جيوشه لكما.. حتى الزلات تأتي لتخدم خطتكما.
أنهى جملته وضحك فضحكت باتريشيا، نقلت جيسي نظراتها بينهما بسخط:
- هل سيخبرني أحد ما يحدث أم ستظلان تضحكان معاً وسأكتفي بمشاهدتكما؟
قال ويليام:
- ما تقصده أمك يا عزيزتي أن تفسيرك سوف يمنع الشكوك من أن تكبر في رأس زوج اختك...
صحح قوله عنها تغيرت نظراتها:
- أقصد زوجك.. زوجك يا عزيزتي، فبعد كل ما قالته باتريشيا عن جيسي الصوالة الجوالة قاهرة قلوب الرجال جاءت صورتها مختلفة فهي هادئة مستكينة، لولا ذلك المكياج السينمائي الذي يبدو أن أمك تجبرها أن تضعه لبدت ملائكية، كما كانت عندما قدمت للتعرف علينا للمرة الأولى، كما كانت عندما تزوجها ريمون، قصة القلب المجروح والطفل الذي فقدته بعد أن تخلّى عنه والده تجعل مما هي عليه الآن منطقياً جدا.
أنت تقرأ
التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحي
Romanceدى ثانى روايه اكتبها اتمنى ان تنال رضاكم **** عندما وقعت كاثي في حب ابن عمها ريمون لم تكن تعلم أنها ستدفع ثمن حمايتها له ولعائلة أبيها ألماً سوف يكون له ريمون يداً فيه، سوف يكون طرفاً في رحلة الضياع التي سيرسلها فيها أقرب الناس لها. ماذا ستفعل كاثي...