التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحي

الفصل الخامس عشر

كان الشك يتصاعد بداخله... جيسي.. تلك الفتاة، وكأنها كاثي في صورة أخرى، كل الدلائل... إحساسه بها، روحها، رائحتها، هل تراها تلك الفجوة التي حدثت في علاقته بكاثي بعد أن استفاقت من الغيبوبة، لا... من عادت له ليست كاثي.

فكر في حادثة الغرق التي أنقذ فيها جيسي أو التي من المفترض أنها جيسي، كيف؟ كيف لها أن تغرق؟ تذكر عندما كانت كاثي تخبره أنها دوما ما كانت تحسد جيسي لأنها سباحة ماهرة.. إذا كان الأمر كذلك كيف لها أن تغرق؟ التفسير الآخر الذي من الممكن أن يفكر به أنها تخادع، لماذا يمكنها أن تفعل هذا، لقد كادت تقتل نفسها بإدعائها عدم قدرتها على السباحة، لم يكن هناك من يراقبها، لقد كادت تموت إن لم يرها، إذن فهي لا تعرف السباحة.

لابد له أن يسألها مباشرة ويواجهها بشكوكه قبل أن تعود باتريشيا مع ابنتها أياً كانت كاثي أو جيسي، إنه يكاد أن يصاب بالجنون ولابد له من أن يحل هذا الأمر.. إنه يريد زوجته... يريد كاثي، سوف يفهم منها كل شئ حتى وإن اضطر لخنقها لتعترف، تنهد وهو يخلع ربطة عنقه وقد أحس بالاختناق.. تعترف بماذا يا ريمون؟

كان يتحدث مع نفسه بصوت مسموع عندما دخل دانييل غرفة المكتب:

- هل تراك جننت يا أخي؟

نظر له بتساؤل فقال:

- إنك تتحدث مع نفسك.. هل استشقت لزوجتك لهذه الدرجة، أم أنك مللت الشجار مع جيسي.

- أنا لا أتشاجر معها، هي التي تتصرف بطريقة غير عقلانية... ألم ترى عدد الرجال الذين واعدتهم خلال هذا الشهر.

- لا تبالغ... كل ما في الأمر أنها تحاول أن تكون اجتماعية.

قال ريمون بحدة:

- لا تدافع عنها لمجرد أن زوجتك تحبها.

- أنا لست بحاجة لأن يدافع عني أحد يا ابن العم... يمكنني أن أدافع عن نفسي بكل سهولة، كما أنني لست في قفص الاتهام لأحتاج إلى الدفاع، أنا حرة وسبق وأخبرتك ذلك.

التفت ليرى ابنة عمه تقف بباب المكتب وهي تضع كفيها حول خصرها في تلك الوقفة المتحفزة، كانت روز تقف خلفها مذعورة:

- إذن فأنتي تتلصصين، من يسترق السمع يسمع ما لا يسره.

تقدمت منه:

- أنا لا أتلصص، لقد كنت تصيح كثور لوّح له أحدهم بشارة حمراء.

شد على قبضتيه بغضب ليمنع نفسه من الامساك بها وهزها حتى يحطم عنادها وقدرتها اللامتناهية على الشجار والاستفزاز:

- ثور... سوف أريكي ما يمكن للثور عمله.

قال دانييل محاولاً تهدئة حدة النقاش: