التوأم للكاتبتان ايمان ابو الغيط و فاطمه الصباحي

الفصل الثالث عشر

كانت "كاثي" تضحك مبتهجة وهي ترى "دانييل" يحمل روز ويدور بها، بينما أخذت تصيح به "سوف أقع يا دانييل... أنزلني... أنزلني" عندما تقدم منهم ريمون قائلاً:

- هل هناك احتفال؟ لماذا وصلت لي صيحات دانييل بمجرد أن عبرت بوابة الحديقة، التفتت له كاثي وعيناها مازالتا مليئتان بالضحك:

- دانييل سوف يصبح أب.

أخذ ريمون يتأمل شفتاها الباسمتان وعيناها الضاحكتان، انتزع عينيه من وجهها عندما شعر بارتباكها ونظر إلى شقيقه الذي أنزل زوجته أرضاً واحتضنها وهو يصيح مبتهجاً:

- سوف نرزق بطفل يا عزيزتي.

- إنني سعيد من أجلك يا أخي.

اندفع دانييل كالإعصار واحتضنه هو وكاثي مما جعلهما يلتصقان ببعضهما بينما يعتصرهما بين ذراعيه، ابتسم ريمون وهو ينتشل نفسه من ذلك العناق الجماعي الذي جعل وجه ابنة عمه في حمرة الطماطم:

- اهدأ يا رجل... نعلم كم أنت سعيد، لكنك على وشك خنقنا.

نظر إلى ابنة عمه التي قالت بحنان وهي تنظر لشقيقه وزوجته:

- لا تعلمان كم نحن سعداء من أجلكما.. إن رؤيتكما بهذه السعادة شئ يثلج الصدر.

إن هذه الجمل... يا إلهي كم تذكره بــ... كبح أفكاره بينما قالت روز بدهشة مشوبة بالمرح:

- وكأنني أسمع كاثي تتحدث... إنكما لا تشبهان بعضكما البعض شكلاً فقط.

امتقع وجه ريمون إثر جملة روز، إذن فهو لا يشرد بأفكارك، ما يشعر به حقيقة... حقيقة لا يستطيع الهرب منها، جيسي تشبه زوجته حتى تكاد تكون هي، في الوقت التي زوجته ليست هي.

لاحظ الجميع تعكر مزاج ريمون وتململه قبل أن يقول:

- تهاني لك يا دانييل.. أعذروني لقد تذكرت بعض الأمور التي يجب أن أقوم بها.

ابتعد في خطوات واسعة، نظرت روز لكاثي بتساؤل فرفعت الأخيرة كتفيها وكأنها تقول لها "لا أعلم ما به هذا"

ملأ خبر حمل روز القصر بالبهجة وجعل ذلك مارسيلا تقوم بإعداد كم كبير من العصائر الطبيعية انتشرت على مائدة العشاء، ضحكت روز:

- لا تبالغي يا مارسيلا، إنني أحتاج أكثر من معدة لأستطيع تذوق تلك العصائر هذا إذا لم أتحدث عن كل هذا الطعام.

قال دون جارسيا بحنان أدهش الجميع:

- يجب أن تهتمي بنفسك يا صغيرتي.. شكرا لك ولذلك الفتى الأرعن لأنكما ستمنحانا ولي العهد.

كانوا يتبادلون النظرات وبعضهم يكبت ابتسامته والآخر يحاول ألا يضحك بينما قامت كاثي واحتضنت كتفيه بذراعيها ووضعت رأسها على كتفه: