Intro

165 7 0
                                    

أعتذر في حالة وجود أي خطأ إملائي سقط سهواً 

قراءة ممتعة 💙💙


    خريف عام 2013 .. متجر حلوى و مخبز " التوت الأزرق "



كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر مساءً ربما ، و المتجر نصف مغلق فقد إنتهيت اليوم و فرغت حلواي ، لذا قررت الإستمتاع قليلاً بكوب من القهوة و كتاب من مفضلاتي قبل عودتي للمنزل فالجو اليوم صحو و لطيف رغم هبوب نسمات الخريف الباردة نوعاً ما و تجرد الأغصان من أوراقها إلا أن الجو لطيف .

كنتُ شاردة في كتابي حتى دق الجرس أعلى باب المتجر دليل على دخول أحدهم ........


*********


اليوم عيد ميلاد صديقتي الغالية إلينا و كعادتي نسيت ، أحمق أجل قليلاً فحسب

نسيت إحضار أي هدية لها و أعلم هى مدللة و ستوبخني كثيراً ، فهى كالعادة تُقيم حفلاً صغيراً بين الأصدقاء المقربين فنحن خمسة أصدقاء مقربين منذ الطفولة .

تأخرت في عملي حتى العاشرة و هذه مشكلة آخرى ، فأنا أعمل في مجال الجرافيك و التصميم بإحدى الشركات الكبرى و كنت محظوظ للغاية بقبولهم بي رغم صِغر عمري .

و الآن علي الركض سريعاً لإحضار كعكة لعيد ميلاد صديقتي حيث أتممت عامها الخامس و العشرون و الذي كانت في إنتظار قدومه بفارغ الصبر ، لا أعلم لما ؟!

لقد سبقتها و وصلت للخامسة و العشرين قبل شهرين و لم يتغير بي شئ فأنا مثلما كنت بالرابعة و العشرين ، على كلٍ يكفي ثرثرة .

كنت أسير بالشارع بخطىً سريعة أبحث بعيني هنا و هناك عن أي متجر للحلوى حتى وجدت أحدهم متجر حلوى " التوت الأزرق " ، متجر نصف مغلق و هناك إضاءة خافتة للغاية تصدر منه أرجو أن أجد به كعكة ما مهما كان نوعها فالوقت قرابة الحادية عشر مساءً و المدينة هادئة بشكلٍ كبير .

قطعت الطريق في الإتجاه الآخر نحو المتجر و فتحت الباب ليصدر رنين الجرس أعلى الباب و أجد شابة ما تجلس على طاولة في المنتصف ، في يدها اليمنى كوب من القهوة تداعب رائحتها أنفي و تسري عبر أوردة جسدي المنهك ، و في اليد اليسرى كتاب ما .

بمجرد دخولي تلفتت نحوي كانت فتاة جميلة بملامح تحمل من الهدوء الكم الكافي لإراحة النفس و الشرود بمعالمها مع ابتسامة رقيقة من تلك الشفاة الصغيرة ، أعين خضراء كبيرة الحجم و شعر بلون القهوة مصفف بأنوثة و عفوية بالغة .

عذراً يا آنسة هل المتجر مغلق ؟

أجل أعتذر هو بالفعل مغلق .

زفرت بحنق بالغ و ظهرت تعابير اليأس على ملامحي المتعبة و هى لازلت تنظر نحوي بتلك الأعين الهادئة شبيهة أوراق شجر شهر نيسان .

المتجر مغلق و لكن هل يمكنني مساعدتك ؟

يبدو أنها أشفقت على حالي .. حمداً لله

أرجو ذلك فالوقت متأخر و أنا بالفعل تأخرت على عيد ميلاد صديقتي المقربة ، أعتقد أنها ستقتلني بالفعل ، على أي حال أريد كعكة أي نوع من الكعك مهما كان حجمها أو نكهتها لا أهتم ، كنت أتحدث بيأس بالغ لتتسع إبتسامة الجميلة أمامي .

حسناً لحسن حظك هناك كعكة واحدة باقية اليوم و بحجم متوسط أيضاً تصلح لعيد الميلاد و هى بنكهة التوت الأزرق ، هل أنت بخير مع ذلك ؟

نعم .. غلفيها لي من فضلك .

حسناً تفضل بالجلوس قليلاً ريثما أقوم بتغليفها .

جلست بالمقعد المقابل لها و هى نهضت لتغليف الكعكة ، كان كوب قهوتها نصف ممتلئ و الكتاب بيدها عبارة عن رواية باسم " دفئ برائحة التوت " اسم مميز حقاً تبدو من عشاق التوت فهو حولها بكل مكان حتى اسم المتجر .

شاكر أنا للطفها فهى أنقذت يومي حقاً و أنقذتني من لسان إلينا و كلماتها القاتلة فهى فتاة حادة المزاج بعض الشئ .

عادت صاحبة المتجر مع الكعكة المغلفة تصاحبها إبتسامتها اللطيفة لتعطيني إياها و أغادر راكضاً نحو الحفل و لكن عقلي مشغول بحسناء التوت .



ندبات الحب .. قريباً 

ندبات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن