الفصل الثاني عشر

20 5 3
                                    


قراءة ممتعة 




مرّت الأيام التالية و نحن على ذات الهدوء و الإضطراب لا نتحدث سوى بكلمات بسيطة ، نأكل لقيمات قليلة حتى لا نموت جوعاً و ننام متعانقين

جون ترك عمله قرر أن عمله هو السبب فيما حدث لنا و فقط تركه ، و بعد فترة إسترديت عافيتي و عدت للمتجر فلا يمكنني إثقال كاهل لارا أكثر من ذلك فهى تملك طفلتان صغيرتان عليها الإهتمام بهن .

حتى جون عثر على وظيفة جديدة في شركة أكبر ، ترك وظيفته السابقة بسبب ضغط العمل و إنشغاله عني و الآن هل الوظيفة الجديدة ستترك له حرية العمل و هى بشركة بتلك الضخامة ياللسخرية ..


كان متحمس للغاية لهذه الوظيفة و تشجيعاً مني له قررت إهدائه بذة أنيقة تليق بمقابلة العمل الذي ينتظرها بفارغ صبر

إختارت له واحدة كحلية اللون حتى تبرز جمال عيناه الزرقاء و بشرته الفاتحة و بالطبع نالت إعجابه و زادت سعادته عندما بدأ العمل في وظيفة أحلامه كما يدعي .


بمرور الوقت بدأنا نتعافى مما حدث لنا و عادت الحياة طبيعية نوعاً ما شيئاً فشئ ، مر عيد زواجنا الثاني و مرّت الأيام رتيبة

كانت حياتنا رتيبة لكن هادئة نوعاً ما ، لا يمكنني إنكار إهتمام جون بي و لكنه يهملني في بعض الأوقات بسبب العمل و لكني لا أشتكي إهماله أبداً يجب عليه الإهتمام بعمله و تحقيق طموحه و لكن ما يؤلمني في بعض الأوقات هو تفضيله لعمله عليّ .

سألت نفسي هل تغيّر جون ؟؟

ربما من ما لا يفعل ! جميعنا نتغير طالما نتنفس تكون شخصياتنا طور النمو و التغير بأشكال عدة

و لكن مهما تغيرت شخصيته هو سيظل زوجي الحبيب و أنا أعلم جيداً مقدار الحب الذي يكنه لي


*****************


حصلت على وظيفة جديدة أخيراً تتناسب مع طموحاتي و أحلامي ، كنت أعتقد أن الوظيفة الجديدة ستكون أقل إرهاقاً و تسمح لي بوقت مميز مع إميليا بدلاً من السابقة التي كانت تجبرني على العمل لساعات متأخرة و لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .

كنت أقضي أغلب وقتي بالعمل لم نعد نخرج و نتنزه أنا و إميليا سوياً كعادتنا ، حتى إجتماعاتنا بالأصدقاء تكاد تكون معدومة بسبب ضيق الوقت

الأيام تمر بنا روتينية هادئة و لكنها ليست بجمال الأيام الأولى ، تغيرنا كثيراً أو ربما غيرتنا مشاغل الحياة

تبدلت إميليا من تلك الإنسانة المشرقة على الدوام إلى واحدة آخرى هادئة للغاية و عصبية بشكل لا يحتمل في بعض الأوقات فمنذ تلك الحادثة لم تعد كما كانت ..

لكنها ما زالت زوجتي الجميلة و محبوبتي إميليا كلانا نتقبل عيوب الآخر كلانا نحاول الصمود أمام إختبارات الحياة

فقط اتمنى أن تتحمل تأخري في العمل قليلاً بعد ، اتمنى أن تعود حبيبتي المشرقة .


******************


مرت بضعة أشهر مذ آخر مرة تجمعنا بها مع الأصدقاء أو حتى خرجنا نحظى بعشاء لطيف خارج المنزل ، أنا لا أتذمر أبداً و لكن إهمال جون لي في أغلب الوقت يؤلم قلبي

أنا أحتاج وجوده بجانبي وقت أكبر أحتاج إلى سماع همساته و كلماته اللطيفة أحتاج لسمع كلمات غزله كالسابق و لكني لست بتلك الأنانية كي امنعه عن عمله لمجرد إحتياجي له

أعلم في بعض الأحيان أفقد أعصابي عليه و لكن هذا ناتج عن كبت إنزعاجي الناتج لغيابه الدائم عني

و لكني أبذل قصارى جهدي للمحافظة على علاقتنا جميلة كما كانت في السابق ، و هو أيضًا يفعل المثل يكفيني عناقه لي كل مساء عند النوم و تحمله لنوبات غضبي التي إزدادت مؤخراً .

بعد فترة من الوقت وجدت نفسي لا أحتمل غياب جون الطويل عني ربما أشغل نفسي معظم الوقت بالمتجر و لكن هذا لم يعد يشغل قلبي عن غيابه و عن تغيه في كثير من الأيام عن طعام العشاء

هو فقط يعود متأخر للغاية عقب ذهابي للنوم و في الصباح يذهب للعمل دون الجلوس معي على مائدة الإفطار .


مر الكثير من الأيام دون أن نجتمع على الطعام أو حتى نتحدث لدقيقة كاملة عندها شعرت بعودتي وحيدة وحيدة للغاية كما كنت قبل معرفتي بجون أتناول طعامي بمفردي أغفو في فراشي بمفردي

حتى في تلك الأيام التي يبقى بها في المنزل يقضي يومه في النوم أو متابعة المسلسلات دون أن يحادثني كالسابق

مشاعري متضاربة للغاية في تلك الآونة هناك فراغ كبير يحيط قلبي ، ثقباً أسود من المشاعر السلبية و الإحباط يحاول إبتلاعي و لكني رغم ذلك ما زالت أقاوم ما زلت متمسكة بحبنا و علاقتنا على أمل أن نتجاوز تلك الأيام

فقدت شغفي تجاه كل شئ حتى رواياتي و موسيقاي فقدت شغفي نحوها ، أستيقظ كل صباح على أمل أن ينتهي اليوم بهدوء و أن يعود جون باكراً علّي أرى وجهه لعدة دقائق مهما كانت قليلة .

و لكن على ما يبدو أن هذا الوضع سيستمر طويلاً .....     



يتبع ..

ندبات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن