الفصل الثاني

41 7 3
                                    

قراءة ممتعة 


غادرت المنزل أو بمعنى أدق غادرت إميليا ، كنت أقنع ذاتي أن البعد لفترة هو الحل الأمثل

كانت الشقة التي إستأجرتها صغيرة نوعاً ما فهى منزل مؤقت ليس إلا .. أم دائم ؟

لم أأخذ جميع أغراضي بالطبع بل جلبت بعض الملابس و الحاجيات الخاصة و تركت الباقي بالمنزل .

رتبت أغراضي القليلة و هممت بالنوم إلا أن النوم رفض زيارتي ولا أعلم لما .. !!

ربما لأنه مكان جديد علي و لم أعتده بعد ؟!

ظللت أتحرك في فراشي طيلة الليل حتى بزغ الفجر ، لم أنم سوى ساعتين ربما و ذهبت لعملي بجسد منهك من قلة النوم .


***************


مرّ ثلاثة عشر يوماً مذ غادرت إميليا و غادرت منزلنا ، مرت علي تلك الأيام بصعوبة بالغة

أول أربعة أيام مرت عادية كنت أعود منهك من العمل فقط أغفو لأستيقظ صباحاً أذهب للعمل ولكن بعد تلك الأربعة أيام إكتشفت ما يحدث ..

وجودي بهذا المنزل كان أسوء كابوس مرّ علي ، وجودي هنا مؤلم لقلبي

فهو منزل يخلو من إميليا و همساتها ، خالي من رائحة كعكاتها المفضلة و صوت المذياع بالصباح على أغانيها المحببة .

منزل لا توجد به أثوابها الرقيقة و لا طرقات أقدامها الصغيرة على أرضياته

كنت أرتمي على فراشي ليلاً و أذرعتي خالية من جسدها الذي يمنحني عناق دافئ ، أكاد أجن بسبب إبتعادي عنها تلك المدة ، و في اليوم الخامس عشر سقطت مقاومتي و أخذتني قدماي إليها .. إلى إميليا .


************


في تلك الليلة الباردة و بعد ساعات من البكاء الحارق و قد تجمدت أطرافي من المياه قارسة البرودة التى تنسدل على جسدي الضعيف خرجت أخيراً من الحمام متوجهة نحو فراشي لأسقط محمومة إثر ما فعلته بنفسي .

غرقت في ثبات عميق لا أعلم هل بسبب الحمى التي إجتاحت جسدي أم بسبب الحزن ، مرّ أسبوع كامل و أنا أقاسي المرض و الوحدة كانت حالتي الجسدية بدأت في التحسن من اليوم الخامس و لكن حالتي النفسية تزداد سوءً .

لم يزُر النوم عيناي ، كرهت جميع أصناف الطعام ، أهملت عملي و حياتي .

تُرى كيف حال جون ؟

هل حاله مثل حالي ؟ أم ينام هانئ المضجع مرتاح البال ؟

جل تفكيري منشغل به منشغل بحب عمري جون ، علاقتنا كانت سيئة و فاترة نعم و لكن كان صوت أنفاسه يؤنسني رغم بعده و جفاءه الشديد نحوي و لكن وجود جسده على ذات الفراش كان يطمئن قلبي ، و لكنه غادر و تركني لتفكيري و وحدتي لم يترك لي شئ به رائحته حتى زجاجة عطره أخذها معه .

ندبات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن