الفصل السادس عشر

13 4 0
                                    


قراءة ممتعة 





تلك الزهرة الرقيقة نمى لها أشواك .......




عدت للمنزل عقب مغادرتي المحكمة لا أعلم كيف أشعر .. !

أنا لا أشعر بالحزن أو الغضب أو حتى الإنتصار .. أشعر بالخواء فقط الخواء و لا شئ غيره .

جلست أسفل شرفتي ، كنت أستمع للمذياع و الذي يعمل بصوتٍ عال للغاية على محطة الإذاعة المفضلة لي علّ الصوت المرتفع يملأ الفراغ بداخلي .

كانت الموسيقى تضج في أركان المنزل ولا يهمني تذمر الجيران أو مدى إنزعاجهم من الصوت المرتفع فليذهب الجميع إلى الجحيم لا أهتم ..

كنت جالسة بسكون تام أضم ساقاي لصدري أحتضنها و أريح رأسي على ركبتاي كطفل صغير تم توبيخه لا أفكر بشئ سوى تدفق الموسيقى بداخل أذناي تتسرب كشعاع ضوء في دربٍ مظلم نحو قلبي ، حتى بدأت موسيقى أغنية أعرفها جيداً

I Will Always Love You

للمطربة Whitney Houston

كانت الكلمات تنساب داخل أعماق تفكيري جعلتني أتسائل أين إختفى وعدنا بعدم الذهاب ، بعدم تخلي أحدنا عن الآخر ؟

وعدنا بأن نحب بعضنا بعضاً حتى الرمق الآخير .. !!

ربما كانت كل تلك الوعود مجرد هراء لا قيمة له ، أو ربما مشاعرنا لم تقو على الصمود أمام كل ما مررنا به من ندبات قطعت أوصال حبنا و وعدنا بالبقاء .

لا أدري و لا أرغب بالتفكير ولا البكاء فقد بكيت حتى تقرحت عيناي و ذبلت روحي ، و مع إنتهاء الأغنية أدركت أنه ربما سأحب جون للأبد كما في كلماتها و لكن علاقتنا ينبغي لها الأنتهاء عند هذا الحد .



سبعة أعوام منذ بدأ حبنا ذهبت أيامها أدراج الرياح ، لم يكن عندي شك في صحة قراري من عدمه و لكن ذكريات جميع تلك السنوات السبع كانت تعصف بداخلي

كنت أرتج كجزع شجرة ضعيف الجذر تضربه الرياح من كل حدب و صوب ، تدور بداخلي جميع ذكرياتنا معاً السئ و الجيد .

لا أدري هل تسرعت ، ربما كان يجب علي الإنتظار أكثر قليلاً ؟؟

و لكن لا قراري هو عين الصواب ، أعتقد أن هذا رأي جون أيضاً فهو لم يتمسك بي و لو لجزء من الثانية ، و ربما كان إبتعاده و هجرانه للمنزل مجرد طريقة يطلب بها مني الأنفصال حيث لا يقو لسانه على النطق بها .


*****************


مرت الأشهر و عدت إلى طبيعتي السابقة شيئاً فشئ ، بالطبع لن أعود إميليا السابقة التي إعتدت أن أكونها قبل وجود جون أو و هو بجانبي و لكن على أقل تقدير لست تلك البائسة من الأشهر السابقة .


مرّ علي الكثير من الليالي و أنا أتجرع ألم الفراق ، كنت أبكي لساعات طويلة و أغفو لساعات أطول هرباً من الألم المبرح الذي يغزو عقلي و قلبي و كل خلية من جسدي .

كنت أشتاق له كالمجنونة ، في كثير من الأحيان كدت أفقد عقلي و أذهب له أعانقه بشدة ، و لكني لحسن الحظ لم أفعل .

كيف لسبع سنوات طويلة أن تنتهي بمجرد إمضاء ؟!

بضع ورقات أنهت تلك الحياة و العلاقة التي كانت تجمع بيننا ، كنت أرمي اللوم على الأوراق رغم أن القرار قراري ، و نحن بيدينا أنهينا تلك العلاقة ، بل مزقنا حبنا تمزيقاً حتى لا تستطع أي محاولة لملمة شتاته .

لن أنكر أني حاولت رؤيته من بعيد عدة مرات و لكن مع الوقت تمالكت نفسي ، كان أصدقاؤه دائمي السؤال عني و عن حالي ، كانوا يزورونني في المتجر بإستمرار و لكن لم يذكر أحدهم جون و لو لمرة واحدة أمامي مراعاة لمشاعري .

مر عام و بدأت أوضاعي في الإستقرار حتى وصلتني رسالة .. رسالة من جون كانت كفيلة بهدم جدران حياتي .



يتبع ...

ندبات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن