29 :(١)

8.2K 608 60
                                    

ميا pov

كان هذا هو القرار الأخير الذي اتخذته..!
لم يكن هناك تراجع..! فقط التقدم للأمام علي المسار الوحيد الذي استطعت رسمه لحياة أفضل.
كان علي الهرب!

ارتديت ملابسي بهدوء قدر الامكان، وقيدت شعري في كعكة قاسية قبل ان ألفه بقطعة قماش كبيرة كي امنعه من لمس وجهي..

بعد ان أصبحت جاهزة انتظرت امام باب غرفتي لبضع دقائق.. كانت الساعة تقريبا منتصف الليل، وكلوي كانت لا تزال مع نيرڤي.. ومع انني اردت المغادرة بسرعة والتخلص من شعور التوتر الذي يملأني الا انني اردت ايضا الذهاب وتوديع نيرڤي.. ربما للمرة الأخيرة!

لم يكن هناك اي أحد يدرك المخاطر التي تحدث للأشخاص الهاربين من قطعانهم.. وربما ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي أراها فيها..!

لقد كان التحول لروجز هو اكثر الإحتمالات شيوعاً، لأنه وفي اللحظة التي يبتعد فيها الفرد عن القطيع تبدأ الروابط بالانقطاع و تبدأ الغرائز في الانفلات حتي يصبح الذئب مجنونا وفي النهاية يتحول لروج عديم القتل..
اما في بعض الأحيان يموت الفرد عندما تتم مهاجمته اما من ذئاب أخرى او روجز او حتي بعض الهانترز المارقين..

حتي اذا كانت هناك فرصة بالنجاة والوصول لإحدى القطعان فقد يموت الشخص ايضا لتعديه الحدود او يتم الهجوم عليه لكونه خائنا ومنبوذاً..

بإختصار كان هذا الدرب متعثرا للغاية، لم يكن هناك اي عامل يجعل الخطر اقل خاصة وانني سأكون وحدي في مكان مجهول، من دون اي حماية او اهتمام من اي شخص آخر.. ولذا اردت جقا ان اودع الشخص الوحيد ربما والذي كان يهتم بأمري

ولكن مع ذلك كان علي المغادرة وسلوك هذا الدرب.
لم يتبقى لدي اي حل آخر..
انا الوحيدة التي تعاني من كل الاتجاهات..
وسأبقى دائما منبوذة من الجميع، مكروهة من الجميع، وبلا أحد حتي النهاية.

عندما سمعت صوت باب نيرڤي يفتح وخطوات كلوي وهي تغادر الغرفة تنفست الصعداء قليلاً..
وانتظرت بضع دقائق قبل ان انهض وأسير الي غرفتها..

كتمت انفاسي عندما كنت أسير امام غرفة والدتي، وأوقفت جسدي الذي كان يرتعش قبل ان اخذ خطوات خفيفة وسريعة.

بمجرد ان وصلت الي غرفة نيرڤي فتحت الباب ودخلت، لم أكن سأخاطر بقرع الباب حتى لا تستمع والدتي للصوت..

" ميا!!؟" همست نيرڤي بمفاجأة في وجهي وانا فقط أظهرت ابتسامة صغيرة قبل ان اقترب منها وأعانقها..

في حياتي كلها لم أكن اعتقد انني عندما أعجب بشخص سوف يكون بشرياً..!! ولكنه حدث علي كل حال..

الرابطة الأبدية "متوقفة مؤقتا" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن