غير متوقع

178 8 0
                                    

حل المساء وقد أصبحت الساعة العاشرة مساءاً ،  كان الشارع هادئ ، في الأغلب قد خلد الناس الي النوم ، كان تايهيونج يسير بقلب محطم الي أشلاء وروح فارغة ، يسير كالاموات بلا وجهة أو هدف محدد ، يسير لاكثر من ساعتان علي اقدامه ، كانت دموعه تتساقط باستمرار بدون شعور منه وكأنه مشاعره قد انطفئت ، لا يشعر بأي شئ ولا حتي بذلك البرد القارس

وصل تايهيونج الي حيثما أخذته قدماه ، منتزه فارغ ، جلس علي أحدي المقاعد الخشبية المتواجدة ، كان بمفرده كحال قلبه تماماً ، قام تايهيونج بمسح دموعه بعد أن بدأت بالتساقط علي كف يديه الموضوعتان فوق قدميه بدأ بمسحها ولكنها كانت تتساقط أكثر ، طرق قلبه طرقة عنيفة لتتبع تلك الطريقة طرقات اخري ، زاد تنفسه واحمرت أعينه ، كان يضغط علي كفيه بشدة ، يشعر بالاختناق بسبب تلك الكتلة المتجمعة في حلقه ، صرخ تايهيونج بشدة وبصوت عالي ، اشتد صراخه حتي يتخلص من ذلك الالم الذي يشعر به بداخل صدره ، الالم الذي يكاد يقتله ولكن ون فائدة

اغمض تايهيونج أعينه لتنزل دموعه بسرعة علي خديه ، ارتفع صوت بكاءه بشدة واضعاّ يديه علي أعينه ، كان يبكي كالطفل بانين متألم

نظر تايهيونج أمامه ليجد أن المكان قد اشتد ظلامه ، ابتسم بحزن فقد كان المكان يشبه روحه التي انطفئت

" لما لست مهماً في حياة أحد ؟! لما دائما اكون الشخص الذي يسعي لإسعاد الآخرين ولكن لا يهتم أحد لاسعادي ؟! هل انا حقاً استحق ذلك ؟! لم يعاملني والداي بذات حبي لهم ولا حتي جين ، حاولت كثيراً ارضائهم لانال حبهم ولكني افشل في كل مرة ، لما علي دائماً أن اكون الطرف الذي يعاني ؟! لم يتسائل أحد عن مشاعري ولو لمرة وكأني غير متواجد بالنسبة لهم ....

ولست مهماً حتي في حياة من احبها قلبي ، حطمته وكأنه لا يساوي شيئاً لتدهسه بعد ذلك ، اصبحت تبغضني بشدة ولا اعلم ماذا فعلت ، كان لدي استعداد ان اعتذر لها مراراً ولكنه لم يجدي نفعاً معها ، أظن انه مقدر علي أن أكون هكذا ، شخص بدون احد بجانبه ، فاشلاً لا يستطيع النجاح في أي امر ، لقد اردتهم فقط ان يروا قلبي ، أن يشعروا بي ، لم اطلب أكثر من ذلك " كان تايهيونج يتحدث بصوت واضح مع نفسه ودموعه تنساب علي خديه شاعراً بتلك الكتلة تزداد ، كان يبكي بشدة لعله يخرج كل ما يشعر به ولكن بدون فائدة فبكاءه قد اصابه بالتعب

توقف تايهيونج عن البكاء قليلاً غير شاعراً بنفسه بعد ذلك مغلقاً اعينه ، لينام وهو جالساً مكانه ودموعه علي خديه ضاماً قدميه الي صدره ، قد ارهق بسبب كثرة البكاء ولم يريد ان يذهب للمنزل

آتي الصباح وقد امتلئ المنتزة بالاطفال مع والديهم ، كان تايهيونج مازال في مكانه نائماً كالطفل الخائف ، كانت هناك طفلة ذات أربعة اعوام ترتدي فستان اصفر برسوم لزهرة عباد الشمس ، كانت تحمل حلوة في يدها ، تجري خلف اخيها في المتنزة حتي توقفت قدماها عندما وقعت اعينها علي تايهيونج ، كان يبدو لطيفاً بالنسبة لها في وضعيته تلك ، كان اخيها يقوم بمنادتها ولكنها لم تهتم فقد وجدت ما هو أجمل من الركض وراء اخيها

my companion || رفيقي Where stories live. Discover now