الفصل الأول (1)

351 13 16
                                    


رواية هيونجين

كَما هو حالُ كل طالِب ليله أول يوم من السنة الدراسية الجديدة ؛ لَم أكُن أستطِع النَوم ! ،

نهضتُ مِن سَريري وذهبتُ متوجهًا إلى خزانةِ ملابسي وأخرجتُ مِنها زيي المدرسي الذي جهزته في الخزانه من ثلاثة أيام مضت ، بعد ذلك توجهت إلى المطبخ لِـ أكُل أي شيء قبل ذهابي إلى المدرسة ، أخرجت بعض الطعام لـِ أُعِد به الفطور و سمعت بعضَ الأصواتِ الغَريبه تَصدُر مِن غرفه أخي ، ذهبتُ لـ أرى ماذا يحدث ، طرقت باب غرفته لكنه لم يُجِب ، فـ فتحتها ورأيت أخي مستلقيٍ على بطنه في الارض ويداه مضمومتان إلى صدره وغطاءُ سريره متدلي من السرير الى أن اِلتف حول قدميه بشكل غريب ، كان رأسه ملتصقًا بـ الكومدينه ووجهه مغموسًا في الارض ، لقد كانت أولَ مرةٍ أرى فيها أخي بذلك المَنظر ، أيقظتُه لِكي يعودَ الى فِراشه ، وذهبت لـِ أُكمِل ما كُنت أفعله .

بعدَ انتهائي من إعداد الفَطور ، جلستُ لـِ أتناوله ، كان بـِ مثابه وجبَات أخِر الليل في أيام الاجازه ، لكن من يُعد طعام الافطار في الساعةِ الثالثه بَعد مُنتصف الليل ؟ ، نعم إنه انا هيونجين الذي لا يستطيع النوم في مثل هذه المناسبه .

خَرج أخي من غُرفته و وجهُه يدلُ على أنه كان يغُط في نوم عميق للغايه ؛ وهذا على غير عادتِه ، فـَ أخي لا ينام بِهذا العُمق و يسقُط وهو نائم و يستمر في النوم ! ، لـ ذلك بعد أن جلس على طاوِلة الطعام تركته قليلًا لـِ يستوعبَ ما يحدث ،
بعدها بدأ بـِ الأكلِ معي فـ َ أخبرتُه بِما حدث له قبل قليل ، فنظر إلي متسع العينين وهو يرفع رأسه و خداهُ ممتلِئَين بالطعام وهو يقول :
" حقًا؟! ".

ضحكت وقلت :
" حقًا ! ، لقد كانت أولَ مرةٍ في حياتي أراكَ تنامُ بِـ هذا الشكل ".

ابتسم وقال :
" لم أشعُر أبدًا أنني سقطت وذلك يثير الاستغراب أكثر ".

وأكمل طعامه ، ثم سألني معتقدًا أنه الصباحَ :
" كم الساعه الان ؟ ".

قلت ببرود :
" الثالثه ".

تكررت تعابيره التي ظهرت قبل قليل عندما أخبرتُه أنه سقط وقال :
" كُنت أعتَقِد أنك تتناول الافطار ، لماذا ترتدي زيك المدرسي اذا كنت ستأكل وجبةً في أخِر اللَيل ! " ، كان يقول ذلك وهو يُحرك يديه في كل مكان وفيها أعواد الطعام ،

قلت له :
" من أخبرَك أنها وجبه أخِر الَليل ؟ ".

قال متعجبًا :
" هل أنتَ جاد؟ من يتناول الافطار في هذه الساعه ؟! ".

قلت بشكلٍ طبيعي :
" أنا وأنت ".

قال بصوتٍ منخفض : " أنت فقط من يفعل ذلك " ، أشار بيده الي بشكلٍ سريع اثناء ذلك ،
ثم قلت و أنا منفعل وأُميل رأسي بتعجب :
" أنظُر إليك كُنتَ تأكل معي على أنها وجبة إفطار " ، كنت أقول ذلك وانا أشير إليه بذقني ،
فـ قال بإنفعال وهو يصرخ :
" هييي ! من يراكَ بهذا الزي هَكذا سيتناول الإفطار حتى لو نظر الى النافذه ورأى القمر ! ، يُمكن أن يُعِدَ لك الافطار أيضًا " ، ضَحِكَ بهدوء في جملته الأخيرة ،

هل أنا الوحيد الذي يفتقِدُ ما كُنا عليه ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن