- الفصل الخامس (4)
يرويها تشانقبين
ترَك هيونجين المدرسه تمامًا بعد سنة من تلك الحادثه ..
بعد ذلِك اليوم الذي بكى فيه .. أغلقَ على نفسِه في غرفته ، ثم بعدَ أسبوع من غيابه بسبب تِلك الحادِثه ، عاد للذهاب إلى المدرسه لِفترةٍ قصيره ، وبَعدها أصبح يتغيب كثيرًا ولفترات متواصله ،
كان مُعلِموه يتصلون بي كثيرًا جِدًا ، لم أستطع التحدث معه وإقناعه وتذكيره في حلمه .. حتى قرر فجاءه في منتَصف الفصل الدراسي أن يترُك الدِراسه ..
الآن إختبارات القُبول في الجامعه على الأبواب ، وها هو هيون ترَك حلمه ببساطه قبل هذا الوقت بسنه ! لأنه كان منغلقًا على نفسه طيلة تلك الفتره !
ثم مع مرور الوقت ، أصبح تَفكِير هيون ناضجًا ، أصبح شخصًا بعقلية فذه وذكيه ، ترك تلك الذكريات وأهتم ينفسه كثيرًا ، يترُك الأمر للواقع .. وأحيانًا هوَ الذي يصنَع واقِعه ،
عاد لمينا لكِن علاقتَهما كانت أسوء بكثير من ذِي قبل ، على كُل حال هو لا زال يُحبها ويتحَدث معها ومع أصدِقاءه في بعض الأوقات ،
وعِندما ترك المدرَسه ، وبسبب مهاراته في التصوير والرسم ، قرر البدأ ببيع رسوماته ، والعمَل في أستديو تصوير خاصٍ به ( ساعدتُه في البدايه ) ثم أصبَحت كثير من الشركات متوسِطة الشُهره تطلب إستخدام ذلِك المكان تحت إشرافه ،
وبَعد فترة من النجاح المتتالي ، إختارته أحد شرِكات المَجلات المعروفه لأن يُصبح أحد موضَفيها ، أثبَت جدَارته في عملِه ، ف عُين من المصورين الأساسيين ، وأصبح جدولُه مزدحمًا حتى أنني أنا لم أستطِع مُقابلته كثيرًا .
أما بالنسبة لي ..
قد قابلت نايا ..طلَب مِني هيونجين فجاءه أن أذهَب إليها ! .. فجاءةً بعدَ ذلِك الأسبوع الكَئيب الذي أغلقَ فيه على نفسِه ، خرج من غُرفته وأخبرني أن أنهض ،
وقال :
" إسمَع يا أخي ! .. أنا جادٌ في ذلِك ، أنت لا تزال تُحب نايا صحيح ؟ ".قلت مُتفاجِئًا :
" نعم قليلًا ".قال :
" أذهَب إليها وأعتذِر .. لن تبقى هَكذا تشعُر بالذَنب طوال حياتك .. أذهب وأخبِرها أنكَ مُتأسِف ؛ حتى تستَطيع مقابلَتها مِن وقتٍ إلى آخر على الأقل .. أريد أن يُلَم شملُكم من جديد .. و تشان الآن لا يُقابِلها بِسببك ! ".حاول هيونجين إقناعي في تِلك الليلة كثيرًا حتى أقتنعت وقررَت مقابلتَها .. رفضَت في بادئ الأمر .. لِكنها وافقت بعدَها بِفترة قصيره ..
-
الآن أرى نايا مِن بعيد تجلِس على أحد كراسي المقهى الذي تواعَدنا فيه ؛ تنتظِر وصُولي ..
وصَلت وها أنا أجلِس أمامها ، ثم قالت وهيَ لا تنظُر إلي :
" لقد قال لي سونقمين ان اذهب واقبل طلبك فهو يريد رؤيتنا سويًا من جديد ، لم أكن لأستطيع المجيء لو لم يتحدث لي أخي ".قلت :
" أشكُر سونقمين على ذلِك ".صمَتنا ثم تحدثت لإكسِر الصمت الذي طَال كثيرًا :
" جِئت لِأخبركِ أنني أشعر بندم شديد.. ".قالت لي بدفئ أعتدتُه دائمًا مِنها :
" تحدَث .. ألم نكُن نكرَه بعضنا مِن قبل ؟ ".قلت :
" تركتُكِ ومن ثم ندمت ، أكره نفسي لهذا ، لا يُمكنني الآن السيطرة على رغبتي برؤيتكِ .. إلى اليوم أعيش في ألَم عدم القُدره على نسيانكِ ، ما زلت أفتقدكِ بشده ، ما زلت أفكِر كل الذكريات التي صنعناها أنا وأنتي .. أرجوكَ في كل مره يمر الوقت وأتذكركِ ، أريد أن أحتضنكِ مرةً أخرى ، حُضننا الأخير كان صعَب علي نِسيانه ، سامحيني وأقبَلي إعتذاري .. أود التحدث معكِ حين أرغَب في ذلك .. لا بأس ضَعي تلك الحدود بيننا ، لكنني أريد مُقابلَتكِ دائمًا وكأنكِ أحد
أصدِقائي ! .. كنت أقول لِنفسي عِندما أشعُر بالندم من جديد : 'لا بأس الآن' ، 'سأكون بخير' ، 'إنتهى لا يهُم' ، لكن لم أستطِع تركَ ذلك الشعور .. لقد كافحتُ بشكلٍ محرج تلك القِصه القديمه ... ".قالت لي :
" ذلِك السبب .. أنه الأسوء على الإطلاق ، حتى أنا أشعُر بالحَرج مِنه ، وعِندما أتذَكر أنك أنت من بدأ ؛ أكرهُك كثيرًا ، حتى أخبَرت نفسي أن مشاعِري طفولية جدًا .. أنا أسامِحك .. أو سامحتُك منذ وقتٍ طويل لكِن صعُب علي أخبارك ".
إبتسَمت لي ..ثم شعَرت بالراحة ، وتحدَثت لأخبِرها ما مررت بِه بدونها :
" مرةً وجدتكِ في ذاكرتي وأنا أمسِك بيدكِ وأمشي ، كان شتاءًا دافئًا ، كل شيء كان جميل في ذلك الوقت ، وتساءلت في لحظه تذكُري لتِلك الأيام هل أشتَقت لها ؟هل سيأتي اليوم الذي أحتضِنُها فيه مرةً أخرى ؟ لابد لي من مُراسلتها الآن لكن الأمر صَعب .. أه .... النهايه التي كتبناها أنا وأنتي ، بعد ترككِ أصبح الأمر يؤلِم ... ".قاطَعتني قائلة :
" أنت من فعَلها لذا لِماذا يؤلم ؟ ".قلت :
" لا أعلم ".تنهَدت وقالت وهي تُشاركني الحَديث عن مشاعِرها :
" بدون قول شكرًا حتى ، الكلِمات القاسيه التي أنا وأنتَ تبادلناها .. لم أكُن أريد أبدًا أن ينتَهي كل شيء بيننا ".قلت :
" حتى عِندما تظاهرتُ أنني بِخير بعد ذلك ، الشوق الذي لا يكذِب جعلني أندم ، أدركت أنه بِدونكِ لا يمكنني العيش .. بدونكِ من الصَعب علي حتى التنفُس ، لذا لماذا فعلتُ هذا ؟! .. كُنت غبيًا جدًا يُمكِنك شتمي إن أردتِ ".قالت بِهدوء وهي تنظر إلى الخارِج :
" أخبرنا بعضنا البَعض بكل شيءٍ إحتجنا قوله .. نحن الذين كُنا نبني قلعةً رمليه على الثلج نترُك بعضنا البعض لبعضِنا البعض " ،حتى سقطَت تِلك الدمعه من عينها .. وبدأت تُخبرني ما شعرَت به في تِلكَ الفتره ، وعينها لم تتوقَف عن إخراج تِلك الدموع طوال حَديثها ..
ثُم هدأت وتحدثنا كثيرًا جِدًا ، سألنا عن أحوال بعضِنا ، وصافحتُها قبل مغادرَتي .
-
عِندما خرجت من ذلِك الباب ، شعرت وكأن شيئًا مثل الجليد على قلبي البارد قد ذاب ، أخيرًا رأيتها تبتسم من جديد .. عُدنا مرة أخرى وسنتصافح كثيرًا جِدًا في المستقبل ..
يتبع ...

أنت تقرأ
هل أنا الوحيد الذي يفتقِدُ ما كُنا عليه ؟
Storie d'amoreهيونجين : في يومٍ بِـ مثلِ هذا اليوم قبل ثلاثِ سنوات ، تركتُ كُل شيءٍ لاجل سعادتها .. الجميعُ الآن يعيش في سعاده بعد أن تخلينا أنا وأخي عن كُلِ ما نملِك ، بعدَ أن حاولنَا جاهِدينَ نِسيان الماضي و إخفاءِ أمر أننا لا نزالُ نمتلك مشاعِرًا تجاهَهُم...