بطَلتي وبَطلي ..

33 3 0
                                    

- الفصل الخامس (2)

يرويها تشانقبين

عِندما كُنت ذلك الطالب المنقول الجديد ، وفي صفٍ جميع مقاعِده مليئة بالطُلاب ما عدا ذلِك المَقعد ، عَرَّف عني مُعلم الصف الثالث الإعدادي لبقيةِ طُلابه ، ثم أخبَرني بالجلوس ،

كُنت أتفحص تلك المقاعِد بناظِري وأنا أمشي بَين الصُفوف  في مُنتصف الفصل ، حتى أشار لي أحد الطُلاب والذي ناداني بـ ' بيني هنا ! ' ، نظَرت ألى وجهِه الذي كان يُشرق من خَلف تلك الفتاة الغامِضه ، ثم همَمت بالجُلوس بجانبه ،

نظَرت إليه وتفحصتُه ، وبالرُغم من ضوء الشَمس الذي كان يسطع على وجنتيه ، لا زِلت أرى وسَامته بوضوح ،

ثم أخبَرني وهو يقترِب مني ويهمِس واضِعًا يده للتغطِيه على ما يقول :
" أعتذِر لمُناداتك بذلك ، شعرت أنني أود أن أكون صديقكَ المُقرب ". 

نظَر إلى الأمام ثم عَاود ما فعَله قبل قليل بعد إدراكه أنه نسيَّ شيئًا كان يوَد قوله :
" بالمُناسَبه إسمي تشان ، بانق تشان ". وأبتسَم في جُملتِه الأخيره وهمس فيها بإبتسامةٍ جَميله ،

ثم عَاد للتركيز في حديث المُعلم ، حتى إلتفَتت الفتاة الغامِضه من أمامي وأخبرتني عن الدرس وأيَ كتاب يجب علي أن أخرج.

عندما خَرج المعلم ، إقترب جميع طُلاب الصف مني ، وبدأوا بالتحدُث معي ، أخبَرتني إحداهُن بأنني وسيم ، والفتيان من حولِها يريدون التحدث معي ،

عندما ذهَبن جميع الفتيات ،
قال لي أحدهم بغرورٍ شديد لم أرى مِثله من قبل :
" من هو والِدك ؟ ".

قلت له بشكلٍ طبيعي :
" والدي يملِك متجرًا صغيرًا لأدواتِ الرسم ".

ثم عاود السؤال :
" كم يملِك من المَال ؟ هل يكفي لتُصبح حديث الثراء مثلًا ؟ أو تكون وريثًا لمجموعةٍ ما ؟ ".

قلت له وأنا أفكِر ببراءه :
" لا لا ، يستحيل ذلك ، لا يكسب أبي كثيرًا ، فمتجَرنا ليس معروفًا إلى هذا الحد ، فـ منذ وفاة أمي أغلق أبي المتجر لفتره ، ففقد زبائنه ".

قال ذلك الطالِب :
" وما إسم متجركُم ؟ ".

قلت بتردد خشية أن يكتشِف ما أنا عليه :
" إنه مغلق هذِه الفتره أيضًا ، والدي لا يستطِيع تحمُل تكاليف إيجار ذلك المكان ، لذلك سيبتاع المتجر ويبحَث عن عملٍ آخر ".

لم يتحدَث إلي بعدها وهم بالخروج ، نظرتُ إلى تشان مستغربًا :
" ما به ! ، لماذا هو فض هكذا  ".

قال تشان ضاحكًا :
" إنه يغار منك ! ".

قالت تلك الفتاة وهي لا تزَال تُعطيني ظهرها :
" بل يُريد معرفتَك جيدًا ليُمارس طقوس تنمرِه عليك في المرةِ القادمه ".

قال تشان مستاءًا :
" نايا ! ، ما بِك ، لا تقولي ذلك إنه طالِب جديد ".

قُلت لها وأنا أنظر بفمٍ مفتوح :
" ' نايا ' ! ، إسمكِ جميل ".

هل أنا الوحيد الذي يفتقِدُ ما كُنا عليه ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن