البارت الأول

5.1K 116 42
                                    

ومن الحب ما ظلم

 
إهداء إلى

 أبي الراقد في قبره.. وحيٌّ في قلبي رحمة الله عليه.. وإلى أمي عكازي الذي استند عليه عندما ترهقني ثقل الأيام.. وإلى أخي الغالي سندي ومأمني من الدنيا دمتم لي ولا أراني الله فيكم سوءًا أبدًا.

  

  المقدمة:

أشكركم أيها القراء الأعزاء لأنكم اقتطعتم من وقتكم الثمين لقراءة روايتي المتواضعة، وأرجو أن تنال إعجابكم، فإن وفُقت فيها ففضلٌ من الله، وإن أخفقت فمني ومن الشيطان.

         **************

الحب أجمل شعور في الوجود، ذلك الذي يجعلك على غير سجيتك،  لتخرج منك المشاعر دون ترتيب أو إرادة، تفعل المستحيل من أجل من تحب أو ما تحب، ولكن الحب سلاح ذو حدين، إما أن يخرجك من وحدتك ويحلّ ضيفًا كريمًا على قلبك ليضيء عتمة لياليك، أو يكون سببًا في موتك بالبطيء، عندما تحب بلا مقابل، وتتحمل من أجل حبك مُر العذاب، يذوب الحب في قلبك، حتى تكره باقتناع.

                        البارت الأول


*تنزل رحمة ( فتاة ذات ٢٥عام؛ خريجة كلية تجارة جامعة القاهرة؛ طيبة الملمح؛ خمرية البشرة، متوسطة الطول ورشيقة القوام، محجبة) من على الدرج بهوادة، وهي مرتدية جلبابًا فضفاضًا رمادي اللون، تحمل بإحدى يديها حقيبة سفر كبيرة وفي يدها الأخرى حقيبة صغيرة، تجلو بعينيها الدامعتان تفاصيل الفيلا بحزن وأسى واضحين، مودّعة كل تفصيلة بها، من ذكرياتها الجميلة والحزينة أيضًا، ثم توقفت عند صورة كبيرة (معلقة على الحائط قرب باب الفيلا) تجمعها برجل وسيم بثياب الزفاف والسعادة تغمرهم، حاولت رحمة منع عبراتها من النزول، ولكن عبراتها أبت إلا وأن تنهمر.. قائلة وهي تنظر للصورة:

- " وداعًا يا أمّر من مرّ في عمري"

فجمعت شتاتها ومسحت عبراتها، ثم حملت حقائبها، لتهمّ بالمغادرة، فمدت يدها لتفتح باب الفيلا، وبمجرد أن فتحته صُعقت.
 عندما وجدت طفل رضيع لا يتجاوز عمره بضعة أيام، نائمًا في صندوق يشبه السرير الصغير، موضوعًا أمام الباب، نظرت له في دهشة وتوتر، ثم تلفتت في الحديقة حولها في ريبة ولكنها لم تجد أحد، فأسرعت نحو الباب الحديدي للفيلا، وجدته مغلق من الداخل، مما زاد الأمر من حيراتها وخوفها في نفس الوقت، فتحت الباب وبحثت يمينًا وشمالًا ولم تجد أحد، الشارع خاليًا من المارة، فالوقت مبكرًا جدًا على استيقاظ الجيران، عادت رحمة للداخل وهي مرتعبة، تقدم قدم وتؤخر أخرى، لا تدري ما الأمر!، استجمعت قوتها وعادت للطفل الرضيع، تفحصته ووجدته نائم كالملاك أنه جميلٌ حقًا، شعرت نحوه بشعور كانت قد فقدته منذ أمد، وظنت أن ذلك الشعور لن تجربه مرةً أخرى، ألا وهو شعور الأمومة، جذب انتباهها ورقة موضوعة بجواره ومكتوبة بخط الطباعة، قرأت الجملة فتوقفت دقات قلبها للحظات من الخوف.

ومن الحب ما ظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن