(( ميثاق الحرب والغفران ))
_ الفصل الرابع _اندفع عمران مسرعًأ لداخل المخزن فور وصوله ، فوجد كل من بشار والعم سعيد يجلسون على مقعدين ويحدقون في البرادات بصمت ، رمقهم بنظرة قوية ليرى بشار يرفع كفه ويشير تجاه البرادات أن يذهب ويتفقدها بنفسه ليرى الوضع بعينيه .
اندفع نحو البرادات يفتح واحدة تلو الأخرى ، ومن بشاعة الرائحة التي تفوح من الأسماك الفاسدة لم يتمكن من تفقدهم جميعًا واغلقهم بسرعة ، ثم التفت تجاههم وصاح بصوت جهوري :
_ كيف ده حُصل !!
أجابه بشار بهدوء مزيف على عكس النيران المشتعلة بثناياه :
_ في حد **** عملها .. التلاچات مفصولة من بليل وكيف ما أنت شايف المخزن چهنم ومن الحر السمك كله باظ .. خمسين كيلو مطلعش منهم غير خمسة بس اللي سُلام
ثم تابع بنبرة ساخرة من فرط غيظه :
_ ناخدهم نتغدى بيهم الخمسة كيلو دول !
صدحت صيحة عمران المرعبة بالمكان بأكمله هاتفًأ :
_ واللي دخل وعمل إكده .. دخل كيف ياعم سعيد وأنت قافل باب المخزن زين
أجابه العم سعيد بتوتر بسيط من غضبه :
_ معرفشِ ياولدي أنا قافل المخزن بيدي وقافله بالقفل كمان .. ابن الحرام اللي عمل إكده دخل كيف معرفشِ
كانت قدمي بشار تهتز بعنف من فرط الغضب ليظهر صوته المتحشرج متوعدًا :
_ يوقع تحت يدنا اللي عمل إكده بس وأنا هشرب من دمه .. بس مين اللي ليه مُصلحة يعملها ؟
اظلمت عيني عمران الذي تمتم بنبرة تقذف الرعب في الأبدان :
_ مفيش حد ليه مُصلحة في أذيتنا غير ناس خليل صفوان .. وهما خانوا العهد للمرة التانية يبقوا يترحموا على اللي باقيلهم عاد
تطلع بشار بابن عمه في خوف فنظراته لا تُبشر بالخير مطلقًا .. يبدو أن ستكون هناك حرب أخرى قريبًا والغفران كان قرار مؤقت فقط !! .......
***
كانت آسيا تقف بالمطبخ تساعد أمها في أعمال المطبخ لكنها سمعت صوت رنين هاتفها فتركت ما بيدها فورًا وتسللت دون أن تلاحظها والدتها وخرجت لتصعد الدرج قاصدة غرفتها بالأعلى .
دخلت الغرفة وأغلقت الباب بإحكام ثم اسرعت نحو هاتفها تجيب على المتصل :
_ هااا عملت إيه ؟
هدر الشاب باسمًا بلؤم :
_ عشرة على عشرة ياست الكل .. زمان السمك دلوك عفن وريحته فحفحت كمان
لاحت فوق ثغرها بسمة نصر وتشفي ثم أجابته بتباه :
_ عفارم عليك يا واد ياخالد .. جهز نفسك عاد عشان تكمل اللي اتفقنا عليه بس اصبر يومين كدا وأنا هتصل بيك واقولك نفذ متعملش حاجة دلوك
أجاب بامتثال مازحًا :
_ أنتي تؤمري ياست البنات .. هستنى اتصالك
انزلت الهاتف من فوق أذنيها وأنهت الاتصال ، انفرجت شفتيها عن ابتسامتها باتساع أكثر ولمعت عيناها بوميض الثأر والتشفي لتهمس بوعيد :
_ ولسا ياعيلة الصاوي .. حق ابويا هاخده تالت ومتلت منكم .. أما خليتكم تعيشوا نفس الوچع وتبكوا بدل الدموع دم مبقاش أنا بنت خليل صفوان
سقطت عيناها على صورة والدها فوق فراشها فتلاشت ابتسامتها وحل محلها الأسى والألم لتقترب من الفراش وتجلس ثم تجذب الصورة وتتمعن النظر بها في أعين دامعة متذكرة إحدى لحظاتها مع والدها ...
![](https://img.wattpad.com/cover/302975205-288-k862938.jpg)
أنت تقرأ
رواية ميثاق الحرب والغفران
Romanceالرواية رومانسية واجتماعية ❤️ المواعيد : الأحد والثلاثاء والجمعة اسم البيدچ الخاصة بيا علي الفيس بوك قصص وروايات بقلمي ندى محمود