تحولت في لحظة من البرود إلى جمرة لهب مشتعلة، اسلوبه المختلف والجاف معها كأنه يتحدث لامرأة لا يكن لها حتى مجرد التقدير وليس الحب، تلك الفكرة جعلت من جسدها كله ينتفض سخطًا، هل حقًا بات يراها على هذا الشكل؟
لوهلة شعرت نفسها امرأة لا قيمة لها بينما هي زوجته وأم أولاده، والسؤال الذي كانت تخشاه الآن تطرحه على نفسها بروح مضطربة" هل حقًا أصبح لا يحبني؟! ".
تزعزعت ثقتها وظهر ذلك بوضوح في نظراتها وهي تسأله بخفوت:
_قصدك إيه يعني!
جلال بقلب متحجر وعين غاضبة:
_قصدي أنك أنتي السبب في الشخص اللي قصادك دلوك، أنتي بعتي بس أنا مش هشتري اللي بايع يافريال، قولتي مش عاوزة حبي يبقى تستحملي قسوتي، أنتي متعرفيش الغفران وأنا معدتش محتاچه منك، سديتي كل الطرق وأنا عارف ومتأكد زين أن هيچي يوم هتلاقي روحك وحدك في الضلمة وهتفضلي تدوري على طريق ضي مش هتلاقي فـ هستنچدي بيا بس وقتها معرفش هكون موچود ولا لا عشان اخد بيدك كيف ما كنت بعمل معاكي دايمًا
الغضب والقسوة التي في عينيه كانت أشد إيلامًا من كلماته المؤذية، ولم تكن تشعر بنفسها وسط تمعنها له وسماعها لعباراته أن دموعها سقطت من أسرها، ولم ينهي ذلك النقاش المميت سوى طرق الباب وصوت عمار هاتفًا:
_أبوي
اعتدل جلال في جلسته وتصرف بطبيعية تامة مجيبًا على ابنه:
_تعالى ياعمار
فتح الباب ودخل ثم اسرع نحو والديه وجلس على الفراش يبتسم لهم بحماسة مميزة وسرعان ما التفت إلى أبيه وسأله بإشراقة وجه طفولية:
_أنت وعدتنا أننا هنطلع رحلة وهتعملنا مفاچأة عشان نچحنا صُح؟
ضحك جلال بخفة وهز رأسه بالإيجاب مجيبًا:
_امممم صُح
انتصب عمار في لحظة وجلس على ركبتيه فوق الفراش مكملًا بسعادة غامرة:
_ومرت أبوي خلاص معدتش قاعدة ومش هتاچي تاني ، يعني أنتوا مش هتتخانقوا واصل تاني وأمي كمان هتطلع معانا الرحلة صُح ياما؟
لوى جلال فمه باستنكار وهو يتذكر شجارهم للتو ويرد في خفوت على عبارة ابنه:
_امممم مفيش خناق واصل.. بقينا كيف السمنة على العسل وأمك كيف ما أنت شايف دايبة فيا
رمقته بطرف عيناها مغلوبة في ضيق ثم ردت على ابنها بحنو:
_أيوة ياعمار هاچي معاكم طبعًا ياحبيبي متقلقش
قفز فوق الفراش فرحًا ثم قال بنبرة متشوقة وهو ينزل من الفراش ويتجه نحو الباب:
_أنا هروح اقول لمعاذ
تابعته فريال بابتسامة أمومية دافئة لكنها تحمل الحزن، ومع تأملها الطويل لأثره وجدت دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة، وسرعان ما تحول بكائها الصامت لنحيب وهي تخفي وجهها بين راحتي كفيها وتبكي بقوة، فغضن حاجبيه بتعجب ثم هتف بقلق وعدم فهم:
_فريال مالك؟
ظن الأجابة على سبب بكائها ستكون شجارهم وكيف انتهي بكلماته القاسية ولوهلة شعر بالندم أنه تسبب في بكائها بهذا الشكل وكان على وشك أن يحاول تهدأتها بحنو، لكنها صابته بالصدمة الحقيقية عندما رفعت وجهها الغارق في الدموع ونظرت له بعينان عاجزة وبريئة ثم قالت:
_حاسة أني نفسي في فراولة ياچلال......................
منتظرة تفاعلكم ورأيكم 😇
#ميثاق_الحرب_والغفران
#ندى_محمود_توفيق
أنت تقرأ
رواية ميثاق الحرب والغفران
Romanceالرواية رومانسية واجتماعية ❤️ المواعيد : الأحد والثلاثاء والجمعة اسم البيدچ الخاصة بيا علي الفيس بوك قصص وروايات بقلمي ندى محمود