((ميثاق الحرب والغفران))
_الفصل الخامس عشر_قبل خمس ساعات........
كانت آسيا تسير في طريق المقهى الصغير القريب من المنزل وبيدها هاتفها تجري اتصال بأحدهم، ثم رفعت الهاتف تضعه فوق أذنها تنتظر الرد حتى سمعت الرد بـ " الو " أخذت نفسًا عميقًا تحاول إظهار نبرة صوتها ودودة:
_ أيوة ياخلود كيفك؟
ضيقت خلود عيناها باستغراب بعد سماعها لصوت آسيا لكنها ردت بخفوت:
_زينة يا آسيا الحمدلله.. خير في حاچة ولا إيه؟
آسيا بنبرة رقيقة تحمل لمسة الاكتئاب:
_عاوزة اتكلم معاكي في موضوع ضروري لو تقدري تاچي على نفس الكافية اللي اتكلمنا فيه المرة اللي فاتت أنا هستناكي هناك
خلود بدهشة:
_دلوك؟!!!
آسيا برجاء وحزن يخرج في نبرتها بوضوح:
_معلش ياخلود حاولي الموضوع مهم ومحتچاكي قويكانت الأخرى تغضن حاجبيها بحيرة وقلق.. حتى لو بدأت تشعر أن آسيا تغيرت للأفضل وتريد إصلاح العلاقات لكنها مازالت لا تثق بها ثقة عمياء وتخشى أن تسقطها بوحل لا عودة منه....
ردت بالأخير في استسلام:
_طيب چاية يا آسيا
أنهت آسيا الاتصال وهي تبتسم بشيطانية ثم تابعت طريقها بخطواتها الواثقة والقوية حتى وصولت للمقهي فاختارت إحدى الطاولات الفارغة وجلست على مقعدها تنتظر وصول الأخرى ونظراتها عالقة على طاولة أخرى مجاورة لها كانت لعائلة صغيرة مكونة من زوجين وابنة.. تأملتهم ببسمة ثغر دافئة وعينان لامعة، كان الأب يداعب ابنته الصغيرة ويضحك معها متبادلًا أطراف الحديث مع زوجته ثم لاحظته وهو ينحني متعمدًا على كف زوجته يلثم ظاهره بحنو ثم انطلقت ضحكتهم على ابنته التي اقتربت وجلست فوق أقدام والدها ودخلت بين ذراعيه تبعده عن أمها بغيرة طفولية وهي تضحك بكل براءة لأمها.
قطع تأملها لتلك اللوحة العائلية الدافئة وصول خلود التي جلست على المقعد المقابل لها وسألتها بجدية:
_نعم يا آسيا موضوع إيه الضروري ده
قبل أن تتحدث وصل النادل وهو يحمل كأسين من عصير الفراولة كما طلبت آسيا منذ قليل قبل وصول خلود، استقامت آسيا وجذبت منه الكأسين ووضعت الكأس الخاص بها أمامها وعندما أخذت كأس خلود راحت تمد إليها الكأس يدها مالت بالكأس عمدًا وسكبت جزء صغير منه فوق ملابس خلود التي انتفضت فورًا مبتعدة في فزع فوضعت آسيا الكأس بسرعة فوق سطح الطاولة وقالت معتذرة بضيق:
_يقطعني معلش ياخلود مخدتش بالي والله
التقطت خلود ممسحة ورقية وحاولت تنظيف ملابسها لكن بلا جدوى فقالت آسيا بنبرة جادة:
_روحي الحمام ونضفي هدومك زين
هبت خلود واقفة وهي تتأفف بنفاذ صبر واتجهت نحو الحمام بخطوات سريعة بينما آسيا فشكرت النادل وفور انصرافه جلست مرة أخرى فوق مقعدها ومدت يدها في حقيبتها تخرج علبة بها أقراص صغيرة وأخرجت قرص منها ثم تلفتت حولها تتأكد من أنظار الناس وهل هناك أحد يلاحظها أم لا وفورًا رفعت يدها ووضعت القرص بكأس العصير الخاص بخلود.
بعد مرور خمس دقائق تقريبًا عادت وقد نجحت بصعوبة في تنظيف العصير من فوق ملابسها.. جلست على مقعدها وهي تتنهد بخنق فراحت آسيا تهتف مرة أخرى بأسف أشد:
_معرفش كيف يدي مالت إكده ياخلود معلش مكنش قصدي
ردت الأخرى في نبرة حاولت إظهارها طبيعية:
_ولا يهمك حاچة بسيطة.. المهم قوليلي عاوزة تتكلمي معايا في آيه؟
تنهدت آسيا وقالت وهي تنظر لكأس العصير وتقول مبتسمة بود مزيف:
_اشربي كملي العصير وشك لونه اتخطف من الخضة
زفرت خلود بمضض ثم رفعت الكأس بفمها ترتشف منه وسط نظرات آسيا الحاقدة لها لكنها سيطرت على نفسها بسرعة وراحت تهتف في حزن متصنع:
_أنتي عارفة أن محدش في البيت عاوز يشوف وشي ولا بقدر أشوفهم والصراحة أنا وحشوني قوي ومعرفش أي حاچة عنهم

أنت تقرأ
رواية ميثاق الحرب والغفران
Romansaالرواية رومانسية واجتماعية ❤️ المواعيد : الأحد والثلاثاء والجمعة اسم البيدچ الخاصة بيا علي الفيس بوك قصص وروايات بقلمي ندى محمود