𝐈𝐕

419 42 71
                                    

لم يواجه جيمين الكثير من المصاعبِ يوم البارحة، مما جعلهُ ولحسنِ الحظِّ ينامُ براحةٍ أكثرَ من بقيةِ أيامهِ السابقة،
ولا ننسى هدوء دانييل الذي أراحهُ كذلك، منظرهُ كان مثيراً للشفقةِ بعينيه، وهذا المنظرُ قد كان كفيلاً بإرضاءِ دواخله.

كان جيمين في طريقهِ نحو القاعةِ بالفعلِ هذا الصباح،
وللأسفِ هو اضطرَ للإسراع، فقد استيقظَ صباحَ اليومِ متأخراً على غيرِ عادتهِ وأنجزَ روتينهُ بأسرعِ ما يُمكن.. وهاهوَ ذا الآن، يقودُ بتهورٍ إلى تلك القاعةِ التي قضى بها ساعاتٍ طويلة يهربُ بها من العالم ومن نفسهِ.

دفعَ الباب على عجلٍ، وبلا أي سلامٍ أو كلام، تجهّز سريعاً لينضمّ للقِلّة الذين كانوا ما يزالونَ يمارسونَ عدةَ تمارينٍ خاصة ويتمددون قبل البدء بالرقص، بينما كان النصف الآخرُ ينتظرون قدوم المدربِ فحسب؛ فقد انتهوا بالفعل من إحماءِ أجسادهم قبل دقائق.

ولم تمضِ عشرُ دقائق، إلا وقد دخلَ عليهم يُمسد جبينهُ متنهداً، كانَ يشتمُ وقتها ذلك العنيدَ الذي اتصلَ عليهِ البارحة..

وعلى عكسِ جيمين، فالمسكينُ هوسوك لم يحصل على نومٍ هانئ بسبب هذا الاتصال.

وعن حالِ هؤلاء الراقصين، فقد وقفوا في أماكنهم حالما دخل هوسوك إلى القاعة، كانوا متأهبين..

التوتُر في القاعةِ كانَ ينتشِرُ تدريجياً بسبب هدوء هوسوك اليوم، فعادةً ما يدخلُ ويصفقُ عدة مراتٍ كإشارةٍ لهم بأن يتأهبوا.. لكن الآن..
الآن تجهزَّ الجميعُ من تلقاءِ أنفسهم حين لاحظوا ملامحَ الانزعاجِ تُلحِّف ملامحَ مدربهم.

أخذَ لهُ موقفاً أمامهم، وصرّح:
"حسناً جميعاً، صباح الخيرِ أولاً. ثانياً، لنتوقف عن صنعِ هذه التعابير.. فلا شيء للقلقِ بشأنهِ.."
إبتسمَ لهم، ثمَّ أكمل:
"وثالثاً وقبل أن نبدأ اليوم، أردتُ إعلامكم بأن مِين سيأتي غداً"

البعضُ صدرَ منهُ صوتُ 'آوه..' وآخرون شهقوا شهقاتٍ خافتة، ممّا جعلَ هوسوك يغمضُ عينيهِ ويتنهدَ بقِلة صبر لمقاطعتهم له،

لكنهُ.. أكملَ على أيةِ حال، وبصوتٍ أكثرَ علوّاً:
"أجل، كما سمعتم.. لذا أرجوكم.. لا داعيَ للتوتر، فلا أحد منا هنا يريد أية أخطاء! سواء كان هوَ من سيأتي أم غيره.. كونوا كما أنتم فقط.. مفهوم؟!"

ابتسم نهايةَ حديثهِ بإشراقٍ ونظرَ للجميع نظرةٍ تشجيعية حازمة، لعلهُ يطمئنهم ويخفف من هذهِ الأجواءِ المشحونة.

بعد ذلك، أشارَ بيده حتى تبدأ الموسيقى، وأخذ يراقب راقصِيه بتركيز، تارة يهزُ رأسه برضىً مشجعاً إياهُم، وتارةً أخرى يوقفهم ليصحح أغلاطهم البسيطةَ تلك، فقط كما هوَ حالُ كل يوم.

يُ،مِ | البجعةُ السودَاء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن