𝐕𝐈𝐈

361 33 70
                                    


JM POV

٢:٣٠ص

أعترفُ أنني فعلتُ ووضعتُ ما يُمرضه ويتعبهُ في طعامه الذي أقدمهُ له عادةً.. أردتُ رؤيتهُ يتعذب حياً أمامَ عينيّ..

لكنني.. لم أضع ضمنَ توقعاتيَ أن يُنهي هذا الوغدُ النرجسيّ حياتهُ بهده السُرعة.. وبهذا الجُبن والبساطة فقط..

ولن أستبعد احتمال أن دانييل قد تعمدَ فِعل ذلك.. وأنهُ قد علِمَ بالفعلِ أن الويل قادمٌ لا محالة، سواء مني بشكلٍ مباشر أو من السُم الذي قُدم له مِن قِبلي.

كنتُ أفكرُ وأنا أحملُ جثته القذرةَ على كتفي حتى أضعهُ على السرير..

ثمَّ تنهدتُ وأكملتُ تنظيف هذه الفوضى الذي صنعها هذا اللقيظُ في الغرفةِ قبل مماته.

ويالَ سخريةِ القدرِ في جعلي أبدو كمُجرم لعين، في حين يكون المُجرم الحقيقي ميتاً كما لو أنهُ الضحية هنا..

نفضتُ يدايَ بعدها، وعدتُ لفتحِ باب الغرفةِ مستعداً لأن أحملهُ مجدداً.. ولم يكن يعيقني سوى أمرٍ واحد، وهو كيف سأحملُ كل هذا الثقل.. مجدداً

ذهبتُ واقفاً أمام الدَرج.. لا أعرفُ ما العملُ معه، كيف أنزل بلا إصدارِ أي صوت، أين أدفنه، هل أدفنهِ في الحديقة الخلفيةِ أم الغابات؟ أم أقود بهِ نحو المقابر وأدفنه لوحدي هناك؟
هل.. أقطعُه وأكسر عِظامه؟ أم أكتفي بدفنهِ وتركِه يتحلل بلا هذا كُله..

فكرتُ سريعاً وأنا أحدقُ بجثمانهِ الهامدِ على السرير بقرف وحنق، فلا وقت لدي.. وما هي الا لحظات حتى دخلتُ مرةً أخرى للغرفة مقرراً أخيراً تحملَ وزنهِ ودفنه في إحدى الغابات..

حملتهُ مجدداً على كتفيَ الآخر، ورحتُ أنزلُ الأدراجَ بتمهلٍ وحذرٍ شديد..
وبصراحة، كانَ من الجيدٌ أن أركزَ على عضلات ذراعيّ، أدّت عملاً جيداً ذو فائدةٍ أخيراً.

وضعتهُ على الأريكةِ وأخذتُ نفساً عميقاً.. ثم خطوتُ
نحو باب المنزلِ لأفتحهُ بهدوء شديد..

وبعدها للسيارةِ أفتحُ الدبّة في الخلف.

عدتُ للداخلِ أنوي حملَ جثمانه، لكنني توقفتُ لوهلة، ثمَّ هرعتُ مسرعاً للأعلى، فكدتُ أنسى إقفالَ باب الغرفةِ العفنةِ تلك.

ولا أعرف لمَ أنا قلقٌ من اكتشافِ أحدهم موته.. لا أعرف لمَ أخاف أن يكشف أحدٌ وفاتهُ بتلك الطريقةِ البشعة.. وخصوصاً أمي وخالتي، حتى لو كانتا آخر من يهتمُ لِلعنته..

في الحقيقة، لم ولن يهتم أحدٌ لموت هذا السافِل، وسيكون من السخافةِ إعلام الشرطة بذلك

يُ،مِ | البجعةُ السودَاء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن