𝐗𝐈𝐈

286 17 2
                                    

غادرَ جيمين القاعةَ ذاك اليوم.. بخطىً ثقيلة للغاية.

كان من المفترض أن يغضب ككلِ مرةٍ ولكن الآن..
الآن كانَ بالهُ يدور حول تلك المحادثة اللعينة بينه وبين أمه.

كان مكتئباً

لم يستطع التوقف عن التفكير بها، كما أنهُ نسيَ أن يأكل وجبةَ عشاءه مرةً أخرى.

في العادة، حين يحدث ذلك، يتجاهل جيمين الأمر.. ويكذب بقولهِ أنه قد أكل في الخارج

ومع ذلك، اليوم، لقد كان يقودُ بسيارتهِ بالفعل باحثاً عن مطعمٍ ليأكلَ فيه

كان يريد إشغال عقلهِ المزعج.. بأي شيء، سيقبل بأي شيء طالما أن عقله سيصمتُ ولو قليلاً.

وبدأ بمحاولةِ إسكاتِ وساوسهِ بأن يمد يده نحو ذلك الزر المستديرِ ويديرهُ جاعلاً من صوتِ الموسيقى في سيارتهِ أعلى

كانت الأغنيةُ لـ فرانك سيناترا.

أغنيةً تذكرهُ بوالدهِ.. أو تلك الأيام التي كان يقضيها وقتما كان حياً.
معهُ بالأخص..

ذلك... حسناً، لم يُسكت عقل جيمين، ولكنهُ بالفعل قد صرفَ عقلهُ عن التفكير بوالدتهِ وبما حدثَ معها.

لذا، رفعَ جيمين صوتَ الموسيقى، وبدأ يهمهم معهُ بينما يقود

كان كل شيءٍ بخير إلى أن سرِحَ في أفكارهِ وذكرياتهِ وكادَ يصدمُ قطةً بسيارته

داسَ على الفراملِ بقوة، وأخفض صوتَ الموسيقى سريعاً بينما تنفسَ الصعداء..

"اللعنة... ما كان ذلك.."
لعنَ تحت أنفاسهِ ومن ثمَّ هز رأسهُ، مكملاً طريقهُ حالما رأى أن تلك القطة قد عبرتِ الشارع بسلام.

وبطريقةٍ ما، ورغمَ أن الأغنيةَ انتهت، كان لايزالُ يتذكر والده، أوقاتهُ معهُ وما تعلمهُ منه، ناهيك عن أنها كانت سيارةُ والدهِ التي يقودها.. كان من الصعب التوقف عن التفكير الآن.

كانَ يدندن تلك الأغنية، لكنَّ صوتهُ اختفى، وأُطبقت شفتاهُ بإحكامٍ؛ غائصاً في تلك الذكريات..

بدت لهُ هذه المشاهدُ في ذهنهِ الآن مثلَ.. سُمٍ بالعسل.

ما كانا يفعلانهِ خاطئ... لكن، كانا معاً.

بلا مشاكل، بلا أسرار، بلا قيود.

لو تأذى أحدهما من الآخر اليوم، فهما سيضحكانِ بصدقٍ وسيدردشانِ معاً بمرحٍ كما لو لم يحصل أيُ شيءٍ غداً..

يُ،مِ | البجعةُ السودَاء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن