𝐕𝐈

348 36 85
                                    


١٢:١٠صَ

ينفثُ الدخانَ من بينِ شفتيهِ بهدوء وتأنٍ.. ثم يعيد تلك اللفافة السامة لفمهِ اثناء قيادته للمنزل بسيارته

عائد هو لهناك بعد أن تجولَ في المدينة حتى شعرَ أنهُ لم يُبقي مكاناً إلا وقد تجولَ فيهِ هارباً ممّا سيواجههُ من إحباطٍ وتشاؤم حين يصل.

زادَ من سرعتهِ، وأنزل النافذة قليلاً يسمحُ لدُخان معشوقته بالخروج

ودقائقٌ حتى أخذ يُبطئ من سرعتهِ شيئاً فشيئاً ليركنَ سيارتهُ بمكانها أمامَ المنزل

وبخطىً ثقيلة دخلَ، وعلى كتفهِ حقيبته

نظرَ ناحيةَ المطبخِ لثوانٍ ثم اقترب ودخل بنفسِ الخطى الثقيلة، وهناك قد لاحظَ الطعامَ المطهوَّ من قِبل خالتهِ، وقد كان مغلفاً بعناية

لاحظَ أيضاً تلك الورقةَ الصغيرة اللاصقة، وما كُتب بها كان:
'أهلاً بعودتك، كُل جيداً جيميني'

شكرَ جيمين خالتهُ داخلياً وللمرةِ ما بعد الألفِ لاهتمامها ولطفها هذا.. فقد كانت خالتهُ كالأم لهُ فعلاً..

بقيَ يتأمل المائدةَ للحظاتٍ، ثم انصرفَ من هناكَ وفتحَ باب غرفتهِ بهدوء شديد خوفاً من إزعاج من في الداخل

وعلى عكسِ توقعاتهِ، كانت والدتهُ لاتزالُ يقظةً حتى هذا الوقت..

لكنها لم تُتعب نفسها وتنظر باتجاهه حتى، كانت شاردةً بالفراغ فقط

أما خالتهُ فقد كانت على كرسي بجانب السرير، قد نالَ منها التعبُ حتى نامت وهيَ جالسةٌ عليهِ ورأسها مائل للخلفِ بفوضوية

اقتربَ وقبّل رأس والدتهِ عالماً بأنها لن تتحدث الآن، وبعدها راحَ يهزُ خالتهُ بشكل طفيف وبصوتٍ مُتعبٍ خافت أخذَ يناديها:
"يا خالة.. خالتي هيجين.."

قاطعهُ رفعُ خالتهِ لرأسها بفزعٍ طفيف، فابتسمَ جيمين بهدوء وخفة

"أردتُ منكِ النوم في مكانٍ أفضل من هذا الكرسي فقط.. تعلمين، آلامُ الرقبة والظهرِ لن يرحمانكِ صباحاً إن بقيتِ على هذه الحال.."
همِس لها ويده تربتُ على كتفها حتّى يهدئ من روعها

فأول شيء فعلتهُ هو النظرُ لأمهِ ثم له، وكأنها تتأكد من سلامتهم، فتومئ باستسلامٍ ونعاس بعد فعلها ذلك

ولم يُقصر جيمين، فقد ساعدها على الذهاب لتلك الأريكةِ بغرفته، وغطّاها بغطاءٍ إضافي كان يمتلكهُ

"سآكل جيداً وأنام.. لا تقلقي عليّ خالتي، تصبحين على خير"

قالَ بنفس النبرة المنخفضة وقهقهت خالته بنعاسٍ وبعثرت شعراته..

يُ،مِ | البجعةُ السودَاء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن