𝐗𝐈

232 22 7
                                    

قبلَ إحدي عشر سنة.

عندما استفاقَ جيمين، رأى نفسهُ في غرفتهِ مجدداً، وطبعاً.. لم ينسى الأمر.

نيرانُ قهرهِ مازالت تشتعلُ كما هيَ، كانَ ما يزالُ غاضباً لفسادِ ما تدربَ عليه لشهور..

كانَ يكرهُ يونغي بالفعل، لكن الآن؟ هو يكرههُ لدرجةِ أنه إذا رآهُ، قد يقتربُ منه ويُقدِمُ على جريمةِ اعتداءٍ متهورة ووحشية.

وكل من كان يعرف جيمين حقَّ المعرفة، كان يعرف أيضاً بأنه لن ينسى هذا المعتوهَ ذو الأعين الشاذةِ إلى أن يقلنهُ درساً..

رغم كل هذا، كان جيمين في وسطِ سريرهِ يحدقُ بالسقف بكل هدوء. صحيح، هو غاضب، ومنزعج، والقهرُ يعتريهِ من كل مكان!

لكنهُ مظهراً، كان هادئاً وكأنما لا يشغلُ باله شيء.. عكس حالتهِ قبل عدةِ ساعات؛ كانَ قد فشل فشلاً ذريعاً بتهدئةِ نفسهِ جسدياً -على الأقل-..

طُرقَ الباب فجأة، وظهرَ صوتُ والدِه:
"جيمين؟ هل استيقظت؟"

لم يردَّ جيمين، فدخلَ والدهُ عليه، وحالما رآهُ بأعينٍ مفتوحة، تنهدَ وشرعَ بالكلام مجدداً؛ علمَ أن ابنه مايزالُ غاضباً.. لذا، حاول تلطيف الأجواء قليلاً:
"ليس عليك الذهاب للمدرسة اليوم، ولا حتى مقابلةَ مدربك.. لذا انهض يا فتى، دعنا ننسى الأمر، دعني أعلمكَ المزيدَ عن ما أجيدُ فعله!"

ضحكَ جيمين وسخر:
"أنهض؟ لماذا؟ أتريدُ زيادة الطين بلة؟ إن علمتني المزيد فرغبتي بقتل ذاكَ المعتوهِ ستزيد"

ضحكَ والدهُ بعد سماعِ مزحته، وذهب ليسحبَ جيمين الغاضبَ من ذراعهِ، جاعلاً منه يجلس على السرير، ثم ربتَ على ظهرهِ:
"هيا، هيا، لا يهم ما ستفعل بذاكَ الفتى، المهمُ أن يعدل هذا مزاجك، إنهض!"

لم يكن باليدِ حيلة، نهضَ جيمين، وفكرَ مجدداً أيضاً بما سيفعلهُ مدربهُ حين يراه.. كان قلقاً من هذا أيضاً.. لم يكن مدربهُ لطيفاً حقاً...

لكن بالفعل، وعلى عكس المتوقع.. تناسى جيمين الأمور المزعجةَ هذهِ حينَ ذهب خلفَ والدهِ،  بل واستمتع معه وأخرجَ ما بصدرهِ معه.. كان ممتناً للغايةِ لأبيه بالفعل.

لكن، كان ما يزال مصراً على أن يأخذ حقهُ بيديه.. ربما أظهرَ للجميعِ أن غضبهُ قد زال، لكنه في الحقيقة، ما يزالُ موجوداً كما هو..

وفي اليوم الموالي.. حسناً، لم يحصل الكثيرُ حقاً..

بالطبع، عاتبهُ المدرب -أي أنهُ صرخ عليه- وعاقبه. لكن كان جيمين معتاداً على هذا.. رغم أنّ استياءهُ قد زاد..

يُ،مِ | البجعةُ السودَاء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن