يتصاعد البخار من كوب الشاي متسللاً إلى أنفها فتسري الراحة في أوصالها وتشعر بخدرٍ خفيف مصحوباً بنشوة عارمة ، إنه الشئ الوحيد الذي يجعلها تشعر بالسعادة بعد النظر لعيناه العسليتان, فتشابه هو و مشروبها في الدفء وطيب الأثر ...
كيف يمكن للحب أن يجعل الإنسان يشعر بالبهجة في كل شئ يراه أو حتى يلمسه بل كيف لها أن ترى كل ما أمامها بألوان الربيع بعد ما كانت كل الألوان في نظرها هي الأسود فقط عليها أن تسمى حبها لزين بالإنجاز
فهي إذا نظرت لحياتها لن تجد أي إنجاز سوى هذا فمنذ ما توفى والديها وهي لم تحقق في حياتها أي شئ يجعل حياتها ذو معنى وقيمة حتى الإنتقام الذي سعت له مازالت لم تستطيع أن تحققه فكلمة إنجاز في حياتها لم توجد أبداً حتى حين أرادت أن تدخل كلية الطب لتحقق أمنية والدتها وجدت نفسها لم تستطيع أن تكمل فيها فكيف ليد تداوى تقتل في آن الوقت ...
فلم يكن في قاموس حياتها كلمة إنجاز ولكن مع كل هذا هي لا ترى أن الإنجاز لابد أن يكون في العمل أو في الدراسة أو في الحب أو في العلاقات بل دائماً كانت تتذكر تلك الجملة التي قرأتها فى إحدى الروايات لكاتبها المفضل ذو الأصول المصرية "محمد طارق" حين كتب "أحياناً يكون الإنجاز الحقيقى هو التعافي من الأشياء التي كانت تهزمنا في الماضي ، وتقبل الأشياء الصعبة التي لا نقدر على تجاوزها "
ولطالما أمنت بهذا الكلام بل كانت تريد أن تعلقه في كل مكان حتى يرى الناس معنى الإنجاز الحقيقي فهي ستظل دائما تسعى للتعافي من ماضيها،للتعافي من نوبات الخوف التي تخفيها عن الناس،للتعافي من ظلم الحياة،ستحقق إنجاز حقيقى حين تكون لديها القدرة على مواجهة الذكريات التي تهرب منها وكأنها كابوس،ستحقق إنجاز حين تشفى تلك الجروح التي بداخلها،حين تشعر بالسلام الداخلى بعد ذلك الضجيج الذي يحتل قلبها،ستحقق إنجاز حين تتقبل عيوبها بل وتحبها أيضاً غير عابئة بظن الجميع...
كل تلك الأشياء التي لا يضع لها العالم اعتبار هي من تستحق أن تكون أعظم إنجاز لأنه لا يوجد إنجاز يستحق أن يكون أكثر أهمية من أن تكون إنسان سوى نفسياً لتستطيع أن ترى بشاعة الحياة وتدخل معاركها بقوة وتخرج من كل هذا بأقل الخسائر الممكنة.
وزين هو الأمل الذي ظهر لها لتتشبث به وسط عالم يدفعها لقاع البؤس،هو من يجعلها تريد بكل شغف أن تحقق إنجازها الحقيقى ولكن حتى تفعل هذا عليها أن تنهى مسألة الانتقام من الطبيب ياسر عليها أن تجعل روح والدتها ترقد في سلام حتى تكمل هي حياتها مع حبيبها بكل هدوء حتى تخرج من وحل الأعمال القذرة التي غرقت فيه ..
أخرجت هاتفها لتضغط على رقمه
*المكالمة*
سيلينا:متى سيتم الأمر الذي كلفتك به؟
الشخص: قريباً معلمتي لا تقلقي نهايته اقتربت
سيلينا:أسرعوا أريد هذا الأمر ينتهى في أسرع وقت
الشخص:كما تأمرين.
أنت تقرأ
For You 1لأجلك^Z.M^
Fanficلن يموت أحد من خذلانك له،لن يتوقف دوران الأرض عند كلمة جارحة،لن تتوقف حياة الناس عند خسارة عزيز لهم،فقط توقف عن تباهيك بوقاحتك لتعجب من حولك،توقف عن انتحال شخصية غير شخصيتك من أجل أن تنال أعجاب أحد،تخلى عن طيبتك فنحن نعيش وسط وحوش عليك أن تتعامل كما...