قصة قتل

تــِلاَلْ غـَسـّلْ العـَـار

بقلمــي: وجــدان العــامـري

تلال غسل العار

تعتبر ذي قار من المحافظات التي تنتشر فيها ظاهرة قتل النساء لإسباب كثيرة تتعلق بعادات اجتماعية سائدة تنظر للمرأة على انها كائن ادنى من الرجل وخروجها عن تلك العادات بعلاقات عاطفية أو التعبير عن رأيها ومشاعرها أو اتخاذها مواقف مخالفة للعائلة بمثابة نهاية لحياتها لا توجد تواريخ محددة حول بداية تحول تلك التلال أو الأماكن القريبة منها إلى مدافن سرية للنساء ممن يقتلن غسلاً للعار لكن هذة الأماكن اعيد الحديث عنها بعد آخر حادثة قتل لفتاتين شقيقتين من قضاء (البطحاء) 40 كلم غربي الناصرية مطلع مايو / أيار الماضي حينما اقدمت عائلتها على قتلهما بسبب هروبهما خارج المحافظة واغوائهما من قبل شاب من محافظة كركوك شمال بغداد

يقول ابو علي ناصر وهو من سكنة قضاء البطحاء ان هذه التلال المحاطة بالمياه تسمى محلياً (بإيشانات غسل العار  ) وهي موجوده بشكل خاص في قضاء البطحاء وتحديداً في مناطق عدة مثل ( الرفيع- عين صيد - البصير ) وفي تلك الأماكن توجد التلال الأثرية بكثير ويضيف ابو علي للجزيرة نت انه لا يوجد مكان محدد لدفن جثث المقتولات فكل عشيرة لديها تل او اثنان لدفن النساء ولكن بشكل عام لا احد يفصح عن مكان الدفن سوى العائلة المعنية بالحادث هذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها حوادث قتل النساء في تلك المناطق حيث تحولت تلك الأماكن الى تلال للمخطئات بحسب مايسميه بعض السكان هناك ولايجوز الحديث بهذا الشأن حيث يتم عادةٍ نفى إي شيء يتعلق بها …
لايزال ملف جرائم الشرف يؤرق منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة ومن خلال الرصد المستمر للواقع والأحداث بوضعها سببـاً آخر من أسباب القتل تورط فتيات مع شباب مما جعل حياتهن ثمناً لهذة العلاقه في حين يبقى الجاني حراً طليقاً…  كمـا تقول الناشطة منـى الهلالي الجزيرة نت ان عادة القتل غسلاً للعـار متجذرة في المجتمع العراقي لكنها انحسرت في فترة بسبب تدخل العقلاء والخيريين لكن سرعة انتشار الاخبار عبر مواقع التواصل ساهمت في مسارعة الأهل لغسل العـار خوفاً من الفضيحة في حين ودعت الى ضرورة تعديل قانون العقوبات كمـا حصل في اقليم كوردستان العراق حيث اصبح القتل غسلاً للعار جريمة يحاسب عليها القانون كما يتعين على الحكومـة إيجاد ملاذ للنساء فالقبض على الفتاة وتسليمها إلى ذويها جريمة بحد ذاتها …