جرائم الشرف في البصرة

31 11 6
                                    

بقلمــي: وجــدان العــامـري

تقتل النساء بدم بارد في البصرة ، و بدعم شرعي من موروثات اجتماعية و دينية يمثلها غالبية سكانية ، انحدرت قيمها الانسانية الى مستويات التعامل مع النساء على انهن (( عار اجتماعي )) ،هذا ما تدل عليه اساليب العيش و التعامل اليومي المتبعة في البصرة و عموم مدن العراق، نكشف اسرار ثلاث اعوام من القتل البشع ونسلط الضوء على ثقافة قتل كاملة ، لكن الجريمة مازالت مستمرة – ربما تقتل امرأة اوتهدد بالقتل- و متوالية لان منابع الارهاب ضد النساء تغذى يوميا من قبل الدين و التقاليد الاجتماعية المتخلفة.

عقيدة قتل النساء

يقطن في البصرة ما يتجاوز مليوني ونصف مليون نسمة ، 70 % منهم يؤمنون بقتل النساء اذا ما خالفن الشريعة الدينية أو الاعراف الاجتماعية العشائرية المتخلفة و التي تأخذ قسما كبيرا منها التبرير من فتاوى دينية و استدلالات فقهية ، و تستند بالاساس الى اعراف القبائل البدوية و العشائر الريفية التي تعتبر حرية المرأة خروج عن سطوة الذكورة ، و بالتالي تستحق عقوبة الموت.

نسبة كبيرة من قتلة النساء في البصرة ينتمون الى احياء أشبه بـ (غيتوات) تحت خط الفقر ، تتكتل عشائريا و دينياً ، في شكل تنظيمي بدائي مغالي لا يسمح بأنتعاش بيئة حوار او التسامح أو حرية شخصية بل المتحكم سياسة القطيع ، فتلك (الغيتوات) التي تحاصر مركز المدينة ( كالحيانية و الجمهورية و خمسميل و الكزيزة و القبلة- مناطق تشدد ضد النساء ) ، مدججة بالسلاح و مقاتلين شرسين يفرضون احكاما دينية ، أشبه بنظام طالبان ضد النساء و الحريات الخاصة ، حتى بعد فرض القانون ، بسبب التركيبة الاجتماعية لقاطني تلك المناطق التي يرجع سكانها بالانتماء الى اصول عشائرية متينة.

و معظم هولاء من المتسربين دراسيا ، و المصابين بعقد اجتماعية و مركبات نقص في شخصياتهم وجدوا ضالتهم في تنظيمات دينية مسلحة يقودها من يضاهيهم بالتفكير و يدافع عن توجهات القتل و الشريعة على انها افكار الهية مقدسة لا يجب رفضها او الخروج عنها.

( جرائم الشرف ) أو ما يعرف بتفاخر اجتماعيا بـ ( غسل العار ) ، ظاهرة طبيعية في المجتمع العراقي و البصرة على حد سواء ، و تلقى دعما شعبيا و قانونياً كبيراً ضد القتيلة مناصرة للقتلة ، دون فهم الاسباب او الخلفيات ، و كأن الحرية الجنسية ليس حقا طبيعيا للمرأة كما الحق المعطى للرجل الشرقي.فالقاتل وفق القانون العراقي يحبس في جرائم الشرف 6 أشهر فقط.و في الغالب يطلق سراحه.

غير ان معظم القتيلات تمت تصفيتهن على الشبهة فقط ، او انتقاما من فتيات رفضن اقامة علاقات مع رجال الميليشيات بسبب الفارق الفكري و الاجتماعي.

اما المغدورات بالقتل من نساء البصرة ، العاملات في ( الجنس ) ، بمحض ارادتهن و اختيارهن لدوافع اقتصادية بالغالب أو للتخلص من مشاكل نفسية معقدة او هربا من واقع مؤلم وضعن فيه بسبب مجتمع بدائي يعشن فيه.فهن نسبة تكاد تكون معدومة.

قصة قتل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن