الفصل لما +١٨
______________
<الهوس صفة مذمومة ، التعلق أمر
سيء والجهل نقمة لا يمكن الخلاص منها ، بحياتي القصيرة التي عشتها لم أكن قبلاً مُتخبطاً بمشاعري هكذا ، حائر ما بين برودها وأهتمامها ، جائع لحنان قد تكون تخفيه ،تائق لضمها لي بين رحاب ذراعيها ، أود وبكل فضول تجربة شعور الأم ، لربما هي لا تعلم بعد أ يجوز أن تتخذ عبداً ولداً لها أم لا ؟
لكنني قنوع ، أنا راضي بما تقدمه لي من أهتمام وأن بدت غير مريحة ومخيفة ، مخيفة كدمية خشبية في منزل مظلم !>
________________
《 هوس 》
بعد ساعة تقريباً أستيقظ الجميع بنشاط عداه هو أستمر بنومه المريح ليشهق فزعاً بعد أن حط عليه ماء قارص البرودة !طبعاً كان بسبب كلارد وعادته السيئة بأيقاظ النيام .
-أنهض أيها الكسول اللعين لديك أعمال لتقوم بها .
صوتهُ الغليظ والماء البارد لم يزيلا النعاس عنه فتثاءب ونهض مُكرهاً ليستحم ويفطر ويبدأ بأنجاز أعماله .
________
في ساعات الصباح التي سرق بعضها للنوم بين الحقول حيث تم القبض عليه من قِبل كلارد ليتعرض للضرب بالخيزران القاسي على كلتا يديه و لكون الأمر خارج عن سيطرته كانت الأعمال الشاقة تسبب له نعاساً أكبر ، حل المساء وتذكر أمر سيدته الغريب نتيجة لذلك دفعه تفكيره للتمرد وعدم الذهاب متذكراً تجربته ليلة أمس فبسببها تعرض للتوبيخ والضرب وسخر منه أصدقاءه ، مع ذلك أرسلت له خادمة تطلبه أثناء تناوله العشاء.
ذهب وهو منزعج ، يتمشى ببطء مستمتعاً بالجو الليلي الربيعي والقمر يرافقه مع نجماته .
دلف مرسمها ووجدها رابضة أمام لوحتها ، كررت أمرها الغريب بخلع ثيابه ، وهذه المرة جعلته يقف بوضعية مختلفة تتحسس نعومة بشرته وزرقاوتيها تتفحصان بنيته القوية ، ثم عبثت بشعره الناعم ونظرت بعمق ذهبيتيه .
< تلك اللمسات أشبه بغرزات السيوف على جلدي ، القشعريرة تسري بجسدي كلما قابلت عينيها ، لا أفهم سبب أطراءاتها الغريبة ولا ذلك التعلق الغريب ، كل ما بها يشعرني بالخوف ، بعدم الامان ، بكوني فريسة أسفل يديها ، لا يوجد لدي منقذ من براثنها ، وكأنها تحتجزني بزنزانة وتفعل ما تشاء .>
عادت لمستقرها وتركته برجفة تسير كتيارات كهربائية بداخله وقلب مرتعد ، بدا كقط مذعور وكالعادة وكما حصل أمس وقف لساعات بذات الوضعية وهاجمه النعاس وطلع عليه الصبح وتعرض للتوبيخ والضرب !
لم يعلم الى متى ستظل ترسمه هكذا ، خاف من الأشتكاء إليها بكونه يتعب بعمله ، كانت تلاحظ أحمرار كفيه وبعض آثار الضرب فوجهت أمر قاسي لكلارد بعدم مس شعرةً منه .
فتلك الكدمات تحجب عنها جمال بشرته ،أمتثل لأمرها ولنبرتها الغاضبة وقتها .
أستمر بتوبيخه دون مسه بأذى لكن ولأن آثار الضرب بقيت لفترة مما أثار أنزعاجها حينها أمرته أن يعود بعد أن تخف آثار الضرب .
ليعود لنشاطه ولتأدية أعماله بتفاني بعد حصوله على قسط كافي من النوم وكانت بأستمرار ترسل له خادمة تتأكد من أختفاء كدماته .
كان يتسائل لما لا تملك أطفال ، ظنها تحب رسمه لأنها تحب الأطفال أضافة لشكله الجميل ، ولكنه لم يجد إجابة على سؤاله الذي بات يحلق داخل داخل رأسه خلال هذه الفترة .
مرت أيام وأختفت كدماته وعاد لعذابه اليومي بالوقوف لساعات عاراً أمامها ترسمه بشغف والصمت يحوطهما ، تتحسس بشرته الناعمة وتعبث بشعره فبات يستلطفها لكنه يخاف من المبادرة بالأحاديث ، ظنها تحب الأطفال ولم يشغل باله بغرابة أطوارها بل بات يراها أمرأة لطيفة تعامل خدمها بلطف .
لربما براءته جعلته يعتقد أنها تعامل بقية الأطفال كما تعامله هو غافلاً عن كونه العبد المفضل لديها لغرابة وجمال شكله ، وكأنها تملك سلعة نفيسة تتباهى بها بين سيدات المجتمع الراقي ، ذات يوم أحتضنته بغرابة وهو لم يعلق ، أستنشقت رائحته وباتت تحدق بعمق لعينيه كحال كل مرة ، ظنه عناقاً أموياً وفرح بهذا العناق لدرجة بقي مصدوماً محله وطار من السعادة .
<هل هذا هو الحنان الذي تمنحه الأم لطفلها ، أ هذا هو الحب الذي تقدمه لصغيرها !
لا يمكنني وصف الدفئ الذي غمر بدني ، ذلك الحب الذي أحتجته طوال حياتي ، ذلك الحضن الذي أتمنى أن يحوطني حصلت عليه أخيراً ، لربما أتيت كعبد ولكني أخذت من الشفقة والحب كل ما أحتجته يوماً >
هل تعتبره أبنها ؟ هل ستكون أماً له ويعيش بجانبها مدللاً من قِبل الخدم ؟
كلها أسئلة راودته ويومها لأول مرة لم يزره النعاس ولم يشتكي من تعبه لوقوفه ساعات طوال .
مر يومان وفي الثالث أستراح على الأريكة لتبدأ برسمه وعينيه تجولان على لوحاتها الفريدة عنه مصيبة إياه بالدهشة .
لوحاتها تكشف عن مقدرة فنية مبهرة ، ألوانها زاهية وتكاد تكون حقيقية وكأنها ستتكلم .
غلبه النعاس ونام وأستيقظ على هز خفيف لكتفه ، قابل زرقاوتيها لينهض فاركاً عينيه وقد بدأ يعتاد على كونه عاراً !
أمرت الخادمة خارجاً أن تجلب له بعض الطعام وسمحت له بالنوم داخل مرسمها .
لترسم له صوراً بقلم الفحم بدفتر كبير الحجم .
العجيب أنه أستيقظ صباحاً وتناول فطوره مع خدم المنزل وأنصرف الى عمله .
نوعاً ما بات مدللاً مما أثار غيرة الأطفال وبقية العاملين وغيظ كلارد فالطفل بدأ يلهو عن أعماله سارحاً بمكان ما داخل رأسه .
في اليوم الذي تلاه لم يتناول عشاءه بل توجه من فوره نحو المنزل نحو مرسمها الذي حفظ طريقه عن ظهر قلب ، وكالعادة تنتظره خلف لوحتها ، أقتربت منه وانحنت لتصبح مواجهة له ، أبتسامته البريئة أرتسمت على وجهه ، خلعت له ثيابه تقابله بوجهها الخالي من التعابير وتلك الابتسامة تزين ثغرها .
هذه المرة سمحت لأناملها بتحسس جلده الناعم بأريحية أكبر حتى عبثت بيديها بما تحت صرته ليدق قلبه مستغرباً من فعلتها .
عبثت بخصيلاته لتشد شعره ببعض القوة ، زالت أبتسامته الجميلة وحل الذعر على محياه ليلتها غادره النعاس وفر هارباً مختبئاً بين ملاءات سريره .
_______
خلال هذه الفترة التي كان الزوج مغادراً فيها لرحلة عمل زوجته الشابة أستعرضت لوحاتها عن سلعتها الثمينة وقبضت أموالاً طائلة من المشترين .
وطُلبت منها لوحات أخرى لذات الطفل ، عادت بلهفة تخفيها تحت جمود ملامحها لتلبس ثياب نومها وتأمر الخدم بمناداة مفضلها دوريس .
عادةً تسهر حتى منتصف الليل في الحفلات التي تقيمها لمعرضها ولكنها هذه المرة جلست بمرسمها ترتشف من نبيذها الفاخر وأدواتها جاهزة أمامها قدم إليها وقلبه من آخر مرة لا زال يطرق ذعراً كلما رآها وكأن قلبه يخبره أن هناك شيء خاطئ في تصرفات هذه المرأة وأهتمامها الغريب ناحيته .
لم تبادله الكلام ولم تحب يوماً تبادل الحديث فأكثر وقتها صامتة .
وقف يراقبها حائراً بما يصنع ينتظر منها أمراً فأقتربت منه هذه المرة وبدأت بخلع ثيابه بيديها !
تتحسس جلده وجسده ينتفض مع كل لمسة حتى بات عارياً لم تتوجه لتجلس خلف لوحتها وتباشر الرسم كما أعتادت أو بالاحرى أعتاد هو على ذلك بل راحت تمرر يديها على كل شبر منه هامسة بلهاث :
-لك بشرة ناصعة كاللؤلؤ وناعمة كالحرير يا دوريس .
تصلب جسده تحت لمساتها وطرق قلبه بعنف بين رئتيه يشهد موقفاً غريباً ولا يدري ماذا يفعل ،
-كلانا نمتلك صفات متشابهة دوريس ، فبشرتك ناعمة وجميلة كخاصتي ، ثم أمسكت يده الصغيرة ومررتها على صدرها العاري ، خاف منها وأرتعش جسده بين يديها .
-مما أنت مذعور ؟
همستها له ووجهها لا يفصله عنه سوى إنشات قليلة ، خلعت ثيابها ثم أجلسته قربها وأناملها لا تبارح جسده الصغير حتى أرغمته على النوم وقامت بأغتصابه تاركةً الالم يتجسد بملامحه الجميلة .
<الالم لا يضاهى ، شعور وكأنني يتم قطعي من الاسفل بسكين حاد ، جسدها ثقيل للغاية كصخرة عظيمة حطت فوق عظامي ، يديها باردتين ، قويتين تقبضان على روحي قبل جسدي ، آهاتها مزعجة ، لا أستطيع تحمل ما تفعله ، صرخت مستنجداً بها أملاً أن تشفق علي كما تفعل كل مرة ، لكنها لا تأبه لي ، تفعل ما تفعله ، تاركة الالم لي ولروحي التي لا تعرف شيئاً لا تعرف بأي ذنب تتلقى ما تتلقاه !>يتبع......
أنت تقرأ
وحش بلا إسم
Fantasyالعالم الظالم يخلق وحوشاً بأستمرار ظروفهُ تجبرهم على نسيان أنسانيتهم القسوة من حولهم تتسرب الى قلوبهم يصبحون كوابيساً لمن حولهم العالم القاسي يخلق أناساً قُساة ________________ الغلاف من تصميمي❤️