١٣

10 3 0
                                    

الحياة لا تسير كما نرغب ، سفننا لا تقصد مقاصدها بل تتوجه الى حيث لا نعلم ..
__________________________
《 السجين 》

نهض مُرتاباً وأبتلع ريقهُ وأقترب حذراً من الباب ليفتحهُ حيث قابل رجلين يرتديان زي الأمن !
قبضا عليه على الفور وقيدا حركته ،الفزع أخذ منه كل مأخذ .
لقد تمكن الشيطان من الوصول أليه كما كان يخشى ، جراه معهما وحاول التملص صارخاً بأعتراض ، رمياه بالعربة التي بشكل قفص وهو مقيد بالأغلال ، العديدين توقفوا ليروا ما يحصل بدافع الفضول .
تحركت العربة وعانق القضبان بقبضتيه والهلع يرتسم بوضوح على ملامحه الشاحبة خائفاً مما سيؤول إليه مصيره .
بغضون وقت قصير تمركزت العربة أمام مقر الأمن وتم جره من جديد من قِبَل الرجلان للداخل حيث رمياه بزنزانة منفردة صغيرة الحجم لوحده وتركاه يصيح بأعتراض على ما يراه إجحافاً بحقه .
لم يعي إلى أين سيؤول مصيره لذا جلس بالزاوية مرتاعاً .
كان سيده المجنون بالفعل متواجداً هناك ، يرمق الجميع بنظراته المتعالية .
تنازل عن آخذ جيرو المسكين لكونه يشتبه بأنتقال عدوى السل إليه .
تم إيجاد المسروقات في غرفتهِ لذا بدون أي مقدمات فُتح عليه باب الزنزانة وتم جره من جديد .
أقتاده الرجلين الى غرفة منعزلة وجلس يطالع جدرانها الرمادية بعيون متسعة .
دلف رجل ضخم مهيب أسمر البشرة صاحب ملامح حادة يزين وجهه شارب ثخين للغرفة وجلس أمام الصبي المذعور .
شابك الرجل أصابعه قائلاً بصوته ذو النبرة العميقة التي تبث الرعب في قلوب سامعيها :
-إذن أنت عبد هارب من السيد بانلغتون .
راقب دموع الصبي التي صبت على وجنتيه خوفاً حيث همس برعب واضح وهو يطالع بعيني الرجل :
- سيحرقني حياً إن عُدت إليه .
مسد على شاربيه قائلاً :
-من أين لك بالمال وكل تلك الحلي ؟
صمت ولم يرد عليه ليسأل الرجل مجدداً :
- هل قمت بالسرقة من السيد ؟
هز رأسه نفياً ورفض أعطاء جواب .
-الصمت ليس بصالحك يا فتى .
قالها يعيد الأتكاء على الطاولة ، رفض أعطاءه جواب حاسم ولاذ بالصمت .
نهض الرجل قائلاً يزفر أنفاسه :
-السيد بانلغتون تنازل عن إعادتك سيتم سجنك بتهمة السرقة .
توسعت عينيه وراح يُحدق به غير مستوعب لما سمعه ، غادر الرجل وبقي بأثره صافناً .
هو في بلد غريب عنه ، لا هوية له سوى الأسم الذي منحه إياه صاحبه المحروق حياً .
تم أقتياده من جديد وحُبس بذات العربة الخاصة بالسجناء وسارت به وسط المدينة ، وصلت العربة لبناء ضخم منعزل في أرض قاحلة ، بعد رحلة دامت خمسة ساعات ليجره الحارسين وهو يسايرهما بصعوبة أثر الأرهاق الذي ألم به .
فُتحت البوابة العظيمة للبناء وسار برفقة الحارسين عبر ممر صحراوي .
ثم دلف الثلاثة البناء لغرفة واسعة مضاءة بالشموع حيث فُكت قيوده ولبس ثياب السجن الرمادية اللون ليتم أقتياده بين ممرات السجن ليقضي عقوبته التي لا يعلم كم مدتها داخل السجون .

يتبع .....

وحش بلا إسم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن