أعطاني شخص أحببته ذات مرة صندوقًا مليئًا بالظلام ... لقد استغرق الأمر مني سنوات لأفهم أن هذا أيضًا كان هدية
*******
في احد الليالي الباردة بعد قدوم فصل الشتاء متقلب الطقس ... وفي وقت متأخر اين كان قصر سانتوس هادئا جدا ... حركت باربرا جفونها بانزعاج لتقابل السقف ... اخذت لحظات في تأمله بشرود الى ان اخذ رشدها يعود بالتدريج ارادت النهوض و الذهاب الى الحمام ... لكن عينيها توسعت عندما لم تستطع تحريك اي جزء من جسدها ... و فجأة دب الرعب في قلبها و تمكن من كل خلية داخلها ... لهثت باضطراب ... تبا مالذي يحدث لها
انزلت رأسها الى الأسفل اين كانت تحاول تبين جسدها المغطى باللحاف الثقيل بيأس ... لكن دون جدوى لم يكن اللحاف يتحرك حتى مع جميع محاولاتها ...
لوهلة ضنت انها تحلم و انها عالقة داخل كابوس ما ... لكن انفاسها تبخرت فور تحريك رأسها الى اليمين تنوي الصراخ فور رؤية ابنة جوزها جالسة على الكرسي بجانب الفراش ... و التي من شدة صدمتها لم تنتبه حتى لوجودها هنا ...
كان الضوء الوحيد في الغرفة هو ضوء القمر المتأتي من النافذة لكن و مع ذلك كان يختفي احيانا ثم يعود حين تقوم السحب العابرة بتغطيته لتصبح الغرفة مظلمة من جديد ...
كانت جالسة تضع ساقا فوق الأخرى تراقبها بهدوء مريب بينما تقوم باللعب بالقداحة بين اصابعها ، تقوم بإشعالها تارة واغلاقها تارة ... تمسك بيدها المسندة على ذراع الكرسي كأس ممتلئ من الشراب و عينيها الخالية من الحياة تشاهدها بترقب ... على قدر ما كان شلل جسدها الآن يرعبها على قدر ما كانت نظرتها تخيفها اكثر ... فقد كان الضوء الخفيف الذي يسطع على جانب وجهها يجعلها تبدو كنسخة من شيطان جميل هارب من الجحيم ...
وما كاد يفقدها انفاسها حقا هو قربها الشديد منها الآن... لم يخفى عليها ان ايلينا تدخل غرفتها كل ليلة رغم حرص مارك على جعل الحراس منتشرين في كل مكان ... لكن على من نكذب كانت ايلينا هي سيدة القصر لم يكن سيمنعها احد من الدخول ... ومع ذلك و منذ اخر نقاش حاد دار بينهما حين ارادت تغيير الأثاث لم تقدم على ايذائها مجددا بل بالعكس في المراة القليلة التي تقابلا فيها تصرفت معها بطبيعية ... بطبيعية اثناء النهار لكن عندما يعم الهدوء و تطفئ الأضواء كانت تجلس في الكثير من الليالي في زاوية الغرفة تراقبها بصمت ثم تغادر ...
كانت باربرا تموت خوفا وتتظاهر بالنوم كي لا تقترب منها ... لكن ايلينا تعلم بالفعل انها ليست نائمة ... فإرتعاشها الضاهر من تحت الغطاء او انتفاضة جسدها عندما تدخل الغرفة لم يكن شيئًا تستطيع التحكم فيه و لا اخفاؤه ...
أنت تقرأ
I bet on the devil
Romanceايلينا سانتوس : في عالم المافيات الوحشي، لا يوجد شيء اسمه الحقيقة ... تفيض الأكاذيب حتى تصبح هي الواقع .. لكنها مصممة على الكشف عن الأكاذيب التي يخفيها والدها عنها وما يربطها بأخطر عائلة في البلاد ... لكن هناك مشكلة واحدة .. هو زعيمهم ! ليو ساردا...