ايلينا سانتوس :
في عالم المافيات الوحشي، لا يوجد شيء اسمه الحقيقة ... تفيض الأكاذيب حتى تصبح هي الواقع ..
لكنها مصممة على الكشف عن الأكاذيب التي يخفيها والدها عنها وما يربطها بأخطر عائلة في البلاد ... لكن هناك مشكلة واحدة .. هو زعيمهم !
ليو ساردا...
يلقي ضوء الصباح الباكر ضلاله الناعمة على الأرض المغطاة بالحشائش .. كان السكون ثقيلا في الهواء وبدت كل حركة من جسدها صاخبة جدا تزامنا مع عقلها الذي يستمر بالهمس الموتر ..
كان عقلها يصرخ بها بأن لا تتوقف بأن تركض لان هذا ما كانت عليها حياتها وهكذا يجب ان تستمر ... تركض في قلب الغابة عند الساعة السادسة صباحا يحيطها الضباب البارد من حولها ... لقد كان عقلها مزدحما بالأفكار والظلام غير المرئي يحيط برأسها ...
وكانت تبحث عن طريقة للهرب مجددا ...
توقفت وأنفاسها الساخنة اصطدمت بالهواء البارد لتخرج على شكل بوخاري مرتعش ... رفعت رأسها لتقابل امتداد الأشجار الطويلة حيث يتهيأ أنها تعانق السماء المكفهرة ... انه الثلاثاء وهي تمارس الجري ورغم كرهها للأمر الا انه يجعلها تشعر بالتخدر ويجعل اطرافها تتألم مثلها مثل الملاكمة ...
أصوات الهواء تشعرها بالمنزل أكثر من ذلك القصر ، اكثر من تلك الغرفة واكثر من هذه المدينة ...
بشرتها شاحبة كحال عينيها المرفوعة للأفق ويديها معلقة على كلى جانبيها .. تتمنى لو استطاعت فعل شيء ما ليتوقف هذا ... ستكون قادرة على العثور على السلام الداخلي ... سيكون ذلك نعمة ... نعمة قد حرمت منها ، ربما لن تصل لذلك المكان ابدا ... ربما لم يعد هناك مخرج حقا وقد دفنت على قيد الحياة ..
فجأة ومن حيث لا تدري صوت إطلاق نار دوى في المكان جعل من الطيور النائمة تهب بخوف ... حركت رأسها يمينا وشمالا ، اخرجت مسدسها بحركة سريعة وأمسكته بكلتى يديها متراجعة الى الوراء بخطى حذرة ..