Chapter 1:الشيو الأسود

1.3K 16 6
                                    

قرية غاناك،  مقر اقامة عشيرة شيو..
بخطوات مضطربة كانت الفتاة ذات الستة عشر ربيعا تخطو نحو منزلها الهش،  أين حتم عليها أعيان القرية البقاء فيه هي و أمها التي لم يكن ذنبها سوى أنها ولدت شيو بشعر أسود،  منذ ان عقلت بيان على الحياة،  لم تجد سوى أمها امامها،  أمها التي كانت كل عالم بيان الصغير، المرأة ذات الشعر الفضي الطويل و العيون البراقة التي ذهب بهما الزمن فلم تعد تبصر نورا و لا ظلاما.. كان أهل القرية يسلطون عليها العذاب الشنيع و الاهانات ليلا نهارا.. لم يرحمها كبيرهم و لا صغيرهم،  حتى الأطفال.. كانوا يقطعون مسافات طويلة جريا وراءها يقذفونها بالحجارة و يصرخون:

"اللعينة.. الشيطان الأسود!!.. أنت لست منا"
يمتلك السيو قدرة عالية على شفاء الجروح و الأمراض،  لا تعلم بيان من أين اكتسبوها،  لكنها كانت تسمع بأن جوهرة انزلها الإله على الأرض تدعى بريوما،  لمسها أحد من البشر لتمنحه شعرا فضيا لامعاو عيونا فضية براقة،  كما اكتسب قدرة على شفاء الأمراض..
اما عن شعرها الأسود فكانت تعتقد أنه لعنة من السماء،  اذ ان أحد السيو في الماضي ارتكب خطيئة عظيمة،  فعاقبه الإله و نزع منه اللون الفضي عن شعره.. لذلك لا يحق لها ان تعترض على قرارات شيوخ العشيرة الموقرين.. و إلا فان اللعنة ستكون أشد..

" دعنا نرمي الشمس في مياه النهر الحمراء...
دع الشمس تغطي الدنيا..
دع السمكة الذهبية تعطينا ورود حمراء.. "
كانت حنجرة بيان تصدح بهذه الابيات من الترنيمة التي اعتادت ان تنومها بها والدتها..رغم ان الألم كان ينهش روحها و كيانها إلا انها واصلت الابتسام في وجوه تلك الوحوش التي تحيا بينهم،  كانت تمقتهم،  تكرههم بشدة.. لو لم تكن والدتهاضعيفة و نحيلة لاخذاها معها إلى مكان آخر.. مكان بعيد عن هؤلاء الاوغاد..

_ب... بيان... مرحبا..

قاطع تفكيرها صوت جاهان، فتى في عمر بيان، من عشيرة شيو، ذو شعر فضي قصير و عينين واسعتين، كان خجولا بشكل لا يصدق، كونه ابن أحد أعيان القرية فقد لاقى انتقادات لاذعة بسبب شخصيته، رغم ذلك، لم تكن بيان تأمن جانبه، ربما يكون جاسوسا من طرف الشيخ والده اللعين حتى يتقرب منها و يقضي عليها هي و والدتها..
_ما الذي تريده أنت؟
قالت بيان بصوت منزعج و تعبير متجهم..
_لا.. لا شيء.. ف.. فقط أ.. أنا.  ل.. لقد أح.. أحضرت لك.. ب.. بعض ا.. الحم

           تنهدت بيان من حال هذا الفتى امامها الذي لم يكن قادرا على التفوه بكلمة دون ان يتلعثم،  نظرت في وجهه بحدة و قالت:
_ماذا عن والدك العظيم؟ كيف ستكون ردة فعله إن عرف ان ابنه الوحيد المرشح لخلافته كعون للعشيرة سرق الطعام للشيطان الأسود الموجود في قريته؟

شمس الاكسير | Sun Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن