Chapter 4:الحصة القاتلة

279 12 1
                                    


خرجت بيان من الكوخ تاركة والدتها داخله، في غاناك الشتاء غالبا ما يكون طويلا و قاسيا، و حالما تتساقط الثلوج يصل ارتفاعها إلى طول انسان بالغ،  لذلك لا بد من توزيع حصص الطعام بين السكان مبكرا...و لأن منزلها كان معزولا عن بقية العشيرة،  تضطر بيان إلى الخروج أبكر منهم حتى تصل في الوقت،  فلا يجدها الموزع حجة لمنعها من حقها في الطعام..

كان الناس يقفون في ذلك اليوم في طوابير  طويلة،  البرد ينهش عظامهم،  و لكن.. هذا لا يقارن بما هو قادم من صقيع و ثلج...

وصلت بيان إلى مكان الاصطفاف لتجد والد يول واقفا،  كان هو المسؤول عن توزيع الحصص،  تذكرت بيان أنه كان يضع القمامة و الفضلات في صحنها،  أو يرش الماء المعفن عليه حتى لا يتسنى لها الأكل بهدوء و راحة..

هذه التصرفات الشنيعة كانت تغيظها أكثر من أي يء آخر،  لكن.. و بالضبط في هذا الوقت لا ملجأ لها سوى التقاط لقيمات من فضلات اوغاد القرية..

_هيا.. تقدم.. بسرعة!!

صرخ الرجل في وجه أحد المصطفين،  كان جبينه يتصبب عرقا،  و عيونه جاحظة رغم ان الشتاء كان في اوج هيجانه..

بعد انتهاءه من تقديم الحصة،  التفت إلى بيان و صرخ بقوة:
_ما الذي تفعلينه بوقوفك هنا؟!!

آه.... أنا أريد بعض الحصص فقط..

حمل الرجل قطعة و رماها بين يدي بيان.. فتحت فاها مندهشة و قالت بفضول:

_هذا لي؟..

_ سمعت ان والدتك مريضة،  انها من الشيو الفضيين بعد كل شيء.. عكسك أنت أيتها اللعنة الحقيرة..قطعي لها اللحم و اصنعي لها الحساء..كوني ممتنة لها لانها لم ترمك..

بعينين متفاجئتين نظرت بيان إلى وجه الرجل،  كيف يقلق على حال والدتها.. هل يعقل ان بينهما علاقة؟...

فكرت مرارا و تكرارا حاملة القطعة بين يديها،  كانت تحميها،  ان فسدت.. لن يرحموها أبداً.. لكن ما الذي يدفع والد يول للقلق على والدتها؟..


توقفت لبرهة من الزمن،  امعنت النظر في السماء و قالت:

_ ربما يكون والد يول هو أبي الحقيقي،  و ربما رماني حتى لا يكتشف أهل القرية أنه من جلب العار..

بالعودة إلى الماضي،  والد يول كان يخبر دانيم عنها انها مجرد فتاة صغيرة،  و انها مفيدة.. ما الذي كان يقصده؟..

شمس الاكسير | Sun Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن