Chapter 38: الحرفان

224 8 0
                                    


  نفَضت سويون البطانية على طول الشرفة المطلة على حديقة قصر سيدتها، و ككل يوم، كانت السيدة بايان تشع اشراقا.
  لا يزال شعرها الطويل الاسود لامعا و عيونها الرمادية الشبيهة بعيون الارانب تضيء بوهج خاص لم تجده في عيني اي شخص من قبل.

ساعدتها سويون قبل قليل فقط لترتدي الهانفو الازرق البراق لهذا اليوم، و تضع ماسك شعرها الفضي الذي يلتمع عندما تعانقه اشعة شمس الصباح الوهاجة.
و بصوت يمتلىء كياسة قالت سويون: " أ متأكدة انك لن تحتاجي الى شيء معك يا سيدتي؟ "

_" لا، لا... " اجابتها بايان و ابتسامة عريضة جميلة تشق وجهها، ثم اردفت: " جلالته لم يكن هنا منذ مدة، انه مشغول، ثم انه طالبني بدراسة كتاب ثقيل هذه المرة، ثقيل جداً يا سويون "
_" اوه لقد فهمت... "

الامر اشبه بضرب من الخيال، كيف يمكن للامبراطور نفسه ان يقوم بتعليم محظية؟؟ حتى لو كان تعليم المحظيات في المدينة المحرمة جائز، فانه نادر و محصور على بنات الوزراء و للسادة و القادة في الجيش، اما المحظيات ذوات النسب المنخفض نسبيا مثل السيدة بايان فامر شبه مستحيل ان تحصل على معلم من الخصيان فما بالك بان يعلمها الامبراطور نفسه؟.

   بالتفكير في الامر، جلالته يقضي تقريبا كل لياليه معها، و يعلمها بنفسه في النهار، انه واقع في حبها بلا شك. لكن هل هذا كاف حقا؟ فكرت سويون، ربما، لكن نزوات الاباطرة لا يمكن التتبؤ بها، و الامبراطور ليس اي رجل عادي، انه رجل يمتلك الكثير من القوة و ايضاً، الكثير من النساء، و هذا لا يصب في مصلحة سيدتها ابدا، المحظيات صاحبات النفوذ عند النبلاء و اللواتي يشكلن تحالفات في الخفاء سيكدن لها جراء هذا التفضيل الواضح بلا ريب. و اذا ما حملت سيدتها سيصبح الامر اكثر صعوبة.
 

ففي عهد الامبراطور الراحل، كانت المحظيات يتقاتلن بشراسة على تفضيل الامبراطور، و لانه جلالته الراحل كان متقلب المزاج بشكل يجعله يعشق امرأة في الصباح و يرميها مساء، لم تكن المحظيات يحظين بفرصة في الاغلب لاكمال شهرهن الرابع من الحمل، كان السم وسيلتهن المفضلة، و هناك انواع مختلفة من السموم أيضاً، و بالحديث عن السم، فان والدة جلالته الحالي، الاميرة شين سون هاين التي كانت اميرة مملكة ساحلية صغيرة استولى عليها الامبراطور الراحل فاضطرت السيدة لتقديم نفسها كقربان فداء لوطنها رغم ان الامبراطورالراحل لم يف بوعده و احرق بلادها رأسا على عقب متمسكا بجشعه الى النهاية، قيل انه لم يكن هناك احد بجمالها، هذا كان نقمتها بقدر ما كان نعمتها، نعم، اهتم بها جلالته الراحل قليلا من الوقت حتى حملت، و لكن هذا الحب لم يستمر لوقت طويل، و ماتت السيدة و هي تضع وليدها، جلالته الحالي، قبل استوفاء اشهر الحمل، قيل انها ماتت مسمومة، و طفلها نجا باعجوبة من الموت.

   حياة سيدتها الان بلا شك مهددة ان لم تنصع للنبلاء و جشعهم، سيحاولون اسقاطها باي وسيلة، و ان فشلوا في جعل الامبراطور ينبذها بعد كل هذا الاهتمام فسيقتلونها دون رحمة. هكذا تسير الامور هنا، ربما جعلت براءتها الامبراطور يقع بحبها، لكنها لن تحميها من الخطر، و هنا يأتي دور سويون، عليها حمايتها مهما كان الثمن.

شمس الاكسير | Sun Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن