Chapter 34

382 15 0
                                    

       وحدث كل شيء بعد ذلك، لم يقل الامبراطور شيئا، و مر الأمر دافئًا.. و لطيفًا.
     لا تعلم بايَان أهي في الواقِع أم في الحُلم، لكن رأسها كان ثقيلاً، و الظلاَم، الظلام فقط ما يحيط بها... مهلا، لقد كانت مع الامبراطور الليلة الماضية، لكنها الآن وحيدَة غارقَة في الظلام... فتحت عيناها و ازداد الأمر سوءا، لم يكن الامبراطور بجانبها، كان الظلام، الظلام سيء جدا، منذ صغرها، تخافه بايان..  لقد بقيت في الظلام عندما ماتت أمها، عندما احتضنت الجثة لأيام متتالية داخل الكوخ...
ثم شعرت برأسها على مكان دافىء، ناعم، هل تراها عادت إلى الامبراطور... لا، انه ليس هو، و الظلام لا يزال يحيط بها.
  يربت شخص ما على رأسها و هي بين الواقع و الحلم، بين الحقيقة و الخيال... يربت بحنان شديد لدرجة أنه كان يسحبها، لم ترد بايان ان تستيقظ، لم ترد ان تفتح عينيها... ارادت ان تستسلم لذلك الشعور المحبب، ارادت ان تغرق فيه، ان تنس كل الامها و احزانها، كل حقدها أيضاً.. حقدها على العشيرة، حقدها على من اذاها، على من قتل والدتها... مهلا، والدتها...
الأيادي باردة و جافة جدا... هذه الايادي تعرفها بايان جيدا، انها ايادي والدتها...
و في لحظة فتحت بايان عينيها، لكنها لم تستيقظ... بل وجدت نفسها تغفو في حجر والدتها، و قد استحالت طفلة صغيرة... هل هذا حقيقي؟.. هذا ما تريده، لا تريد القصر الامبراطوري و مؤامراته، لا تريد ان تكون محط انظار الاف الحاسدين و الحاقدين...تريد ان تضمها امها فقط.

    و سمعت صوت أمها:
_كنت لاضع وسادة على ركبتي، لكن لا بأس ففخذي يشبهها...
و بشهقة قالت: أمي...

   _نعم؟

   و كررت:_أمي..

_ لم تستمرين بمناداتي هكذا دون البوح بما تريدين يا عزيزتي؟ لن اساعدك اذا استمريت في كتمانك هذا.

      _أنا.. فقط... لا تتوقفي عن مسح شعري، لقد احببت ذلك...
   و سمعت بايان ضحكة والدتها، و دغدغ قلبها ذلك الصوت الذي اشتاقت له و احتاجت له اكثر من اي شيء في العالم، و ان كانت تعلم ان ذلك لا يعدو عن كونه حلما، فانها تغلم أيضاً انه حلم جميل، و دافىء.. حلم نابع عن رغبتها الخالصة النقية، بعيدا عن مطامع و احزان العالم... رغبتها البريئة الوحيدة التي تشع نقاء، اخر ما تبق من طفولتها، و نقاءها.

   _انت الان امرأة ناضجة يا عزيزتي... لقد وجدت رجلا حتى...
 
_لا أريد ذلك، أريد البقاء معك حتى اموت...

ثم شعرت بالدموع حارقة مالحة تتساقط على خدودها.

_لا تبكي ابدا يا ابنتي، لقد وعدتني بذلك، هل نسيت؟ هذا العالم جميل جداً، حاولي ان تجدي الجمال فيه، حاولي ان تجدي النجوم في سماء الليل القاتمة ... حاولي أن تجدي الضوء الخافت في الظلام دوما..
 

_هذا ليس عالما أنتمي اليه، هذا عالم قاس، ليس جيدا على الاطلاق، و ليس جميلا.

ردت بايان بصوت خفيض تتخلله شهقة.

    شعرت بايان بضربة خفيفه على رأسها، و رفعت عينيها لتجد والدتها متجهمة...

  _هل قلت شيئا خاطئا؟...

   _لم اكن اتوقع ان ابنتي غبية جدا..

     قالت والدتها بصوت حاد ثم همت بالنهوض لكن بايان جذبت ثوبها الأبيض و صاحت باقصى ما لديها من صوت: أمي... حسنا أنا آسفه!!! أمي!!! سأضحك!! أستطيع ان أضحك للأبد!! لن ابكي أبدا... فقط لا تذهبي!!!!

  استدارت الأم اليها و قالت: افتحي عينيك يا بايان، افتحيها.. انتهى وقت الغفلة، انتهى وقت البلاهة.. افتحي عينيك و انظري...
    

لكن بايان لم تفهم مما قالته والدتها الا القليل، تشبثت بها من الخلف و صرخت: امي!! لا تتركيني!! امي... ارجوك!!

و تناثرت امرها قطعا... و عاودت بايان السقوط في الفراغ...



(الفصل هذا قصير جدا الكاتبة كانت مريضة، عدت للنشر و سأنشر يوميا شكرا جزيلا على الداعمين احبكم بنات ✨❤🥹)


ملاحظة:

بدأت ترجمة قصة جديدة جميلة اتمنى ان تشرفوني:
https://www.wattpad.com/story/349302068?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=Fantanovels&wp_originator=nTGJr7%2BKfgi9A6Ekvmq%2FfRIKIBoSG9imfrmZHRMDBLIs3PSgNLZfOeuUP9IFOo46JP9S9ghl0UYLRbtTW9SfOV%2BG1qYtf09lqFVSdTq8KoX5oTylNGsvM70LMx%2B9ZpAa


•••••يتبع

شمس الاكسير | Sun Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن