Chapter 2: طقوس الدم

255 14 3
                                    

عادت بيان إلى كوخها بعد ان افلتت من الأطفال المزعجين بشق الأنفس، لتجد دانيم واقفا بسترته الشتوية البنية، يشبك يديه و يضعهما خلف ظهره، كان دان ايم أكبر شيوخ عشيرة شيو، قدرته على العلاج تفوق كل اقرانه في قرية غاناك، كان من المساهمين في تطور عشيرة شيو في فترة الامبراطور الراحل، بفضل مشروباته العلاجية الفريدة، ظلت القرية بخير، و في ذلك الوقت اكتسب دانيم قدرته العالية على الشفاء.. و الآن يعتبره سكان غاناك كملك شرعي لهم، و هو بالفعل يحيا كملك...يعمل دانيم على استقرار العشيرة و ذلك من خلال تقريب العلاقات العامة مع الامبراطور تيمونج، و لهذا بعث بساران كمحظية عنده..

كان منظره و هو واقف كالوتد، بملامحه العجوزة المحتقرة لبيان منظرا يدفعها للتقيؤ، ثم لم يأتي هكذا لوالدتها المسكينة؟، الا يود هؤلاء الاوغاد تركها و شأنها..

نفض دانيم الغبار عن سترته في حركة استعراضية، نظر إلى وجه بيان بعيون حاقدة و قال:
_أيتها اللعنة الحقيرة.. ألا تحيين ملكك؟

بقيت بيان تغلي و هي تحاول الحفاظ على غضبها، ان واجهته مباشرة، ستكون هذه حجة أخرى ليؤذي أمها.. داست الفتاة على قلبها و ابتسمت في وجهه، كانت ابتسامتها كتفتح زهرة في هذا الشتاء القاسي.. بصوت سعيد قالت:
_أهلا بك.. سيدي..

لكن الرجل اشتاط غضبا بعد هذا الرد الذكي منها، كانت نظراته تود ان تحرقها، يمكنها ان تشعر بأنه يكرهها من تلك المسافة بينهما، بأنه يود قتلها فقط..

_ليغفر أسلافنا لي، كيف سأواجههم و أنا أحتضن لعنة مثلك في قريتي؟!! ابتعدي عن طريقي يا ابنة الساقطة!!

ابتعدت بيان بهدوء رغم النار التي تتأجج في صدرها و قالت:
_ليكن يومك موفقا، سيدي..

_أي توفيق سيأتي و أنت معي؟..

"هذا الوغد، لا يكفيه أنه يهينني أمام منزلنا، و يشتم أمي.. و هو سبي تعاستنا من الأساس، هو من أمر بعزل والدتي عن بقية العشيرة... علي الهدوء و ضبط نفسي.. "
كانت بيان تحادث نفسها، تقبض على يدها بشدة حتى لا يفلت لسانها..

تنهّد دانيم بقسوة و صرخ في وجهها:
_ايتها اللقيطة الحقيرة، عليك ان تكوني ممتنة لاننا آويناك يا عار العشيرة، اياك و التفكير في مغادرة القرية.. أنت تنتمين الينا!!

بهدوء، مقطبة حاجبيها اجابت بيان:
_سابقي ذلك في عين الاعتبار..

_جيد..

قال دانيم بصوت ساخر، استدار منطلقا نحو منازل القرية الأساسية، ذلك الذل و الضعف الذي ينهكها الآن، فقط لو تموت و ينتهي الثقل على كاهل والدتها.. لا، فقط لو كانت قوية.. هؤلاء الاوغاد يخضعون للقوي.. يجب ان تكتسب القوة بأي وسيلة.. هي لن تسامحهم أبداً على تعاملهم معها و مع والدتها دون أي ذنب.. انهم يرونها كعار لهم، لا يودون ان يتسرب عارهم إلى الخارج..

شمس الاكسير | Sun Elixirحيث تعيش القصص. اكتشف الآن