استيقضت شذى على صوت رنين الهاتف فبدأت بفرك عينيها وسحبت الهاتف بكسل
_من الذي يتصل بي في مثل هذا الوقت المبكر؟
ما أن وقعت عينيها على الهاتف حتى نهضت جالسة على السرير
_السيدة سناء... ماالذي تريده؟
فتحت الخط واجابت
_مرحبا سيده سناء كيف حالك؟.... الآن ولكن لدي دوام جامعي... حسناً سنتقابل قبل موعد المحاضرات... إلى اللقاء
أغلقت الخط واسرعت بغسل وجهها وتغيير ثيابها واسرعت للخروج فاستوقفتها السيدة آمال
_إلى أين أنت ذاهبة؟ ألن تتناولي فطورك؟
_اسفه يا امي فلدي موعد مهم
_وهل هو متعلق بقضية والدك؟
_نعم... سأقابل السيدة سناء سكرتيرة والدي
_تناولي شيئاً قبل خروجك
_لا استطيع يجب أن اقابلها قبل موعد المحاضرات فقد فاتني الكثير ولا استطيع التغيب اكثر
_اذا اهتمي بنفسك يا ابنتي واذا شعرتي أن مواصلتك على العمل بهذه القضية يشكل خطراً عليك فأتركي الأمر لرجال الشرطة والمحققين ولا تقحمي نفسك بالمخاطر
_ما الأمر يا امي؟ من المفترض بك تشجيعي على كشف قاتل والدي
_ولكنني لا اريد ان اخسرك فأنت تعلمين كم أحبك
_لا تقلقي علي يا والدتي العزيزه فأنا اعرف ماذا افعل كما أن السيد طارق يقف إلى جانبي ولن يتركني لوحدي
_وفقك الله يا ابنتي
قبلت شذى والدتها ثم غادرت إلى المقهى الذي اتفقت مع السيدة سناء على اللقاء به. وصلت الفتاة قرب الطاولة حيث تجلس السيده سناء فتصافحتا ثم جلستا متقابلتين. بدأت سناء الحديث
_ماذا تحبين أن أطلب لك؟
_شكراً... لا شيء
_كما تشائين... لقد طلبت مقابلتك لاخبارك أن السيده الغريبة التي قابلها السيد سعيد ذلك اليوم ضهرت
_ماذا؟؟!!!... وهل عرفتي من تكون ولماذا كانت مع والدي ذلك اليوم؟
_على مهلك دعينا نتكلم بهدوء.... لقد جاءت بالأمس ليلا إلى الشركة في الوقت الذي كنت سأخرج فيه وقد طلبت مقابلة السيد سعيد
_تريد مقابلة والدي؟!!... الم تعرفي ما اسمها... وماذا تريد من والدي؟
_لم تخبرني عن اسمها ولكنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بوفاة السيد سعيد... لقد سألتها عن سبب رغبتها في مقابلته وصارحتها بأنني أعلم بمقابلتها له يوم وفاته قالت بأنها قادمة لتسليمه امانه كان قد نسيها في السيارة ذلك اليوم ولكنها لم تلحظ وجود تلك المفكرة لأنها كانت قد سقطت منه في أرضية السيارة تحت المقعد.
_اذا المفكرة التي كنت ابحث عنها كانت بحوزة تلك المرأة
_لقد اخبرتها بأنك كنت تبحثين عنها فقالت بانها عندما علمت أن هذه مفكرة لم تطلع عليها بل آثرت تسليمها للسيد سعيد دون فتحها ولا اعلم ان كانت صادقه أم لا ولكنني انا أيضا قررت عدم فتحها وتسليمها لك
_الم تعرفي اية معلومات عن تلك المرأة؟
_لم توافق على الإجابة على أسئلتي وقد غادرت بسرعة لأنها كانت متأثرة كثيرا بوفاته حتى أن عيناها دمعتا
_دمعتا!!... ترى ما علاقتها بوالدي؟ على أية حال اعطيني المفكرة علها تجيب على بعض التساؤلات التي تدور بذهني
_حسناً تفضلي... هل استطيع ان اطلب منك شيئاً؟
_تفضلي
_يعني... بدافع الفضول أرغب بمعرفة سر هذه المرأة لذلك أن توصلتي لشيء ارجو ان تخبريني به
_لابأس وانت... أرجو منك اطلاعي على أية معلومة يمكنها مساعدتي.. وأشكر لك اهتمامك بأمر المفكرة واحضارها لي
_هذا واجبي كما أنني اخبرتك من قبل بأنني أتمنى أن تتوصلي إلى الفاعل بأقرب وقت لتتضح براءتي... عن اذنك علي الذهاب إلى الشركة... إلى اللقاء
_إلى اللقاء
نضرت شذى إلى الساعة
_بقيت أمامي ساعة واحدة لذلك سأطلع على المفكرة قبل مغادرتي
بدأت بفتحها من الخلف لتقرأ اخر ما كتب والدها علها تجد شيء مدون بتاريخ وفاته وفعلاً وجدت ما تبحث عنه
_نعم... هذا هو تاريخ وفاة والدي أتمنى أن أجد ما يمكنه مساعدتي على كشف الفاعل
ثم بدأت بالقراءة
_اليوم وأخيراً استعدت ذاكرتي التي كنت قد فقدتها منذ تسعة عشر عاماً... لقد اختلف صوتها كثيرا فقد انتابني شعور غريب عند سماعه خلافاً عما كنت عليه قبل استعادتي لذاكرتي... هذه المرأة التي طالما كنت احلم بأن تكون زوجتي ولكنها ذهبت من بين يدي بعد فقدي للذاكرة
أصيبت الفتاة بصدمة
_أيعقل؟ كان والدي فاقد للذاكرة طوال هذه الفترة ونحن نعيش معه دون أن نعلم!!... ترى ما قصة فقدانه لذاكرته وهل لهذا علاقة بتهربه من الكلام عن والدتي... لماذا تزوج من امي أن كان يحب امرأة أخرى وهل السيدة آمال على علم بكل هذا؟.... ياالهي لقد ازدادت حيرتي.
عادت تتصفح المفكرة فوجدت بين الأوراق صورة قديمة لستة شباب ومكتوب على ضهرها (أصدقاء الثانوية) وعادت للتصفح ثم وقعت عينيها على ما لفت انتباهها
_انا لا اذكر شيئاً مما حدث ولا اصدق ما سمعته من أصدقائي الذين لا اذكرهم... هل كنت حقاً أحد المشاركين في تلك العملية... عملية خطيرة كان لها صدى في أرجاء البلاد.. أيعقل أن لي يد فيما حدث؟
تسائلت شذى
_ماالذي فعله والدي؟ وهل هو خطير لهذه الدرجة؟
أخذت تنهيده عميقه وعادت للتصفح والقراءة
_لقد كانت لي يد في أحداث عام ١٩٩٣كما أخبرني أصدقائي وانا لا أصدق ذلك ولا اعلم ان كان ما يقولونه صحيح أم كذب... انا في حيرة من امري وافكاري مشوشة واحتاج إلى من يعينني ويسمعني ولكن لمن اتكلم؟... من الذي سيواسيني؟
بدأت الفتاة بالقراءة هنا وهناك كانت المفكرة تتحدث عن معاناته في إخفاء الحقيقة عن زوجته وابنته حتى وقعت عيناها على هذه الجملة
_انا احب شذى كثيرا ولا أستطيع جرح مشاعرها ولكن يجب أن تعلم الحقيقة... يجب أن تعلم أنني لست والدها
_وضعت الفتاة يدها على جبينها واستندت على الطاولة
_لا... ماالذي يحدث؟... لا اكاد اصدق... ياالهي ما الذي قرأته انا لست ابنته اذا من أكون؟... من أين جاء بي ولماذا عشت معه طوال حياتي؟... آه لهذا السبب كان يتهرب من الحديث عن والدتي لانه... ربما لا يعرفها اصلا.
لم تستطع شذى الذهاب إلى الجامعة بل عادت لمنزلها مرهقة مشوشة الفكر فتوجهت إلى الحاسوب ودخلت شبكة الإنترنت وكتبت (أحداث عام ١٩٩٣) كان من الطبيعي أن تضهر نتائج البحث عدة عناوين. جالت بانضارها بين العناوين المختلفة حتى قرأت
_اغتيال السيد شاهين محافظ السرور عام ١٩٩٣
فكرت لبرهه
_أهذا ما أبحث عنه؟... أعتقد أنه أقرب عنوان لضالتي
فتحت الصفحة وقرأت
_في ٢٠حزيران عام ١٩٩٣قام مجموعة من الشبان المتمردين بأعمال شغب في منطقة السرور وقد أطلقوا على أنفسهم أصدقاء الثانوية.
قام هؤلاء الشباب باغتيال محافظ المنطقة وسرقة إرث عائلته (خنجر الألماس الذي توارثته الأجيال منذ الفي عام).
أدت هذه الحادثة إلى إثارة ضجة عارمة في منطقة السرور وكان لهذه الضجة صدى في جميع أنحاء البلاد.
بعد مقتل السيد شاهين وزوجته التي كانت ترافقه آنذاك لحضور افتتاح معرض الملابس الخاص بها اختفت ابنتيهما اللتان كانتا برفقتيهما.
كانت إحدى الطفلتين في السنة الثانية من عمرها وشقيقتها في السنة الأولى.
بعد انتهاء الفوضى اختفت جثة السيد شاهين وبالرغم من تأكد الجميع أنه توفي إلا أن بعض المحللين توقعوا انه لا زال على قيد الحياة.
كانت شذى تقرأ وهي تشعر وكأنها في حلم ولا تكاد تصدق كل هذا وكانت الأفكار المختلفة تجول بخاطرها
_هل أنا إحدى الفتاتين اللتان اختفتا؟... ربما قام السيد سعيد بتربيتي لاحساسه بالذنب ولكن... إذا كان صحيحا فأين اختي؟ ولماذا تركها السيد سعيد ولم يقم بتربيتها؟ ربما كانت اختي قد نشأت في منزل أحد أصدقائه الذين شاركوا بالعملية... المشكلة أن الصورة قديمة حتى أنني لا استطيع تمييز السيد سعيد من بينهم فمنذ تسعة عشر سنه لابد وأن اشكالهم الآن تغيرت مثل والدي تماما... أقصد مثل السيد سعيد.
اتصلت شذى بالسيد طارق لتخبره عما توصلت إليه ولكنه اعتذر لانشغاله بأمر ما فاتفقا على اللقاء في وقت لاحق. فكرت الفتاة في نفسها
_هل اخبر والدتي بما توصلت إليه؟ ربما تكون لديها ما يفيدني من المعلومات.. لا فقد كتب والدي في المفكرة انه يكذب علينا كما أنه كان بحاجة لمن يسمعه فلو كانت على اطلاع بالأمر لتحدث اليها ولما كتب شيئاً في المفكرة... من الأفضل أن لا تعلم بشيء
أنت تقرأ
الحلم الميت عنوان اليأس
Randomتصنيف الرواية رومانسية بوليسية تشويق غموض إثارة القصة عبارة عن ثلاث فصول حيث يتحدث الفصل الأول عن فتاة جامعية تحب كتابة القصص وتحلم بتحقيق الشهره في هذا المجال و التميز في الدراسة فتواجه بعض المغامرات اما في الفصل الثاني فإن سير الأحداث سيتغير 180...