(عنوان اليأس)
نزل السيد راشد من السياره بصحبة ابنته الصغيرة منار.
هذا الرجل في الثلاثينيات من العمر له بشره سمراء بعض الشيء. طويل القامه عريض الكتفين.
عيناه سوداوتين صغيرتي الحجم. انفه طويل وله ذقن صغير أسود كلون شاربيه.
أما ابنته منار فقد كانت ذات ملامح شبيهة بوالدها إلا أن عينيها كانت كبيرتين سوداء اللون لا تشبه عينيه فقد اكتسبت هذه الصفه من والدتها.
كان سمار بشرتها يضفي لوجهها جمالاً يتناسب مع جمال روحها المرحه.
في ذلك الوقت كانت ترتدي زيها المدرسي وتحمل حقيبتها على ضهرها وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة ضاحكه مبتهجه وقد زادت جدائلها الداكنة السواد المتدليه على كتفيها حسن مضهرها.
ودعها والدها بكلماته المعتادة
_لقد وصلنا أخيراً... هيا اذهبي لصفك يا حبيبتي وسآتي لاصطحابك عند نهاية الدوام ولكن... اعطيني قبلتي اليومية أولاً
رفعت الفتاة نفسها بوقوفها على أطراف اصابعها وانحنى هو بدوره ليطبع قبلته على خدها وقامت هي بدورها بتقبيله ثم لوحت بيدها وذهبت.
ذهب الرجل لعمله وبعد نهاية الدوام توجه لتلك المدرسة الابتدائية كالعادة لاصطحابها وقد كان من عادته انتضارها بسيارته حتى تخرج من الباب ثم ينزل اليها. وأخيراً ها هي قادمه لكن رجلا غريبا غير واضح الملامح فقد كان يوليه ضهره استوقفها كلمها لحظة ثم راحت تمشي معه باتجاه آخر.
نزل راشد بسرعة ونادى
_منار... إلى أين تذهبين يا ابنتي؟
_بابا.. الم ترسل هذا الرجل لاصطحابي؟
ركض باتجاههما فقام المجهول بدوره بحمل الفتاة والركض ثم ركب سياره وانطلقت في اللحظة التي وصل بها راشد قربها.
عاد مسرعاً لسيارته وحاول اللحاق بتلك السيارة ولكنها كانت قد ابتعدت عنه بمسافة كبيرة لذلك ضاعت عن انضاره بسهولة.
أوقف سيارته جانباً ثم ضرب بقبضته على مقودها
_تبا... لقد هرب مني... ماالذي يريده من ابنتي؟... لماذا... لماذا؟
ثم وضع رأسه على المقود باكيا مستسلما
مرت لحظات وهو على حاله هذه من الحزن والألم والغضب واللوم فقد كان يلوم نفسه لكونه لم يتمكن من اللحاق بالخاطف حتى رن جرس هاتفه فأجاب
_نعم من المتحدث؟
_لا تقلق على ابنتك فهي بأمان ولكن ذلك لن يدوم طويلاً ما لم تنفذ طلبي
_انا حاضر ولكن أرجوك لا تؤذيها
_أولاً لا تبلغ الشرطة
_حاضر
_وثانياً عليك دفع فدية مقدارها مليوني دولار
_مليوني دولار!!؟؟... ولكنني لا املك هذا المبلغ
_ليست مشكلتي... المهم أن يكون هذا المبلغ في حوزتي غداً الساعة السادسة صباحا قرب المدرسة أي قبل بداية الدوام هذا كل ما لدي... إلى اللقاء
_انتضر أرجوك... لا... لقد أغلق الخط... تبا له
حاول راشد الاتصال عدة مرات ولكن الهاتف مغلق.
رمى الهاتف بقوة على كرسي السيارة الذي بجواره ثم استند على خلفية كرسيه ورفع رأسه للاعلى وأخذت الدموع مجراها على خده حتى رن هاتفه مره اخرى فاعتدل بجلسته والتقط الهاتف بسرعة لكنه أصيب بخيبة أمل فتح الخط ولكنه لم يتفوه بكلمة فقالت زوجته
_مرحبا راشد... أين انت الآن ولماذا تأخرت؟... راشد!!... اجبني ما الأمر؟... راشد رد علي
_ان منار.... لقد... لقد اختطفت
_ماالذي تقوله يا راشد؟.... من الذي اختطفها ولماذا؟ أخبرني أرجوك
~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفت السيارة أمام المدرسة فتقدم شخص نحوها وتكلم بلهجة آمره
_اعطيني المبلغ المطلوب
_اين ابنتي؟
_ستكون ابنتك بخير أن نفذت الأوامر
_متى ستعيدها الي؟ أرجوك دعني اسمع صوتها
_قلت لك اعطيني المال
استسلم الرجل وسلمه المال. اخذ المجهول حقيبة النقود وذهب تاركا راشد يواجه الألم واليأس.
بعد انطلاق السيارة بفترة قصيرة من الزمن رن هاتفه فأجاب
_أرجوك دعني اسمع صوت منار فقد اشتقت اليها
_لك ما اردت
كانت منار آنذاك تستمتع بأكل البوضه فناداها الرجل
_تعالي يا صغيرة... إنه والدك
ركضت الفتاة وتناولت الهاتف
_ابي... لقد اشتقت اليك
_وانا اشتقت اليك كثيرا يا حبيبتي... هل أنت بخير؟
_نعم... لقد اشترى لي هذا العم بوضه وقد كنت اكلها قبل أتصالك
_صحة على قلبك... الم يقم بايذائك؟
_لا... كيف يؤذيني وانت ارسلتني معه؟ أنا واثقة من انك لا ترسلني إلا مع شخص طيب وتثق به
_نعم... هذا صحيح يا حبيبتي الصغيرة
_متى سأراك؟
_سيكون ذلك قريبا لا تقلقي
_هذه اول مرة تسافر مع امي من دوني لماذا لم تاخذاني معكما؟
_وذلك لأنه.... لان لدينا عمل مهم ولا يجوز اصطحاب الأطفال معنا... انتضريني سأعود بعد نهاية هذا العمل
_ولماذا لا يمكنني الذهاب إلى المدرسة هذه الفترة؟
_انت لا تزالين طفله ولا تدركين الأمر عندما تكبرين ستعرفين ذلك
قاطع المجهول كلامهما
_اعطيني الهاتف يا صغيرة واذهبي لإكمال البوضه قبل أن تذوب
_ابي سوف تذوب بوضتي لذلك انا ذاهبة لاكمالها
_حسناً يا حلوتي... صحه وهناء
تناول الرجل الهاتف ثم ابتعد عن منار وعاد لمحادثة راشد
_ارأيت أنني التزمت بوعدي؟...ابنتك بخير وسعيدة بوجودها معي حتى أنها تعتقد أنني صديقك... والآن أن كنت تود رؤيتها عليك بالطلب الثاني هل أنت جاهز؟
_نعم تكلم
_اذا كنت تريد ابنتك فسلم أخاك وستعود منار سالمه
شكلت هذه الكلمات صدمة بالنسبة للرجل الذي عجز عن الكلام لفترة محاولا تصديق ما سمعته اذناه
_ماذا جرى هل اكل القط لسانك؟استفاق الرجل من الصدمة واستشاط غيضا
_من انت وما الذي تريده من أخي؟... لا دخل له بالموضوع
_هاهاهاهاها... ان شقيقك هو هدفي الأول والأخير ولأنني لم أستطع الوصول إليه اختطفت ابنتك أما قصة الفدية فهي لزيادة المتعه والفائدة فقط هاهاهاهاها
_وماالذي تريده منه؟
_اذا كنت في حيرة من امرك فدعني اكلمه ليختار بنفسه حياته أم حياة منار
_مستحيل أن أفعل ذلك... اجبني ماذا تريد منه؟
_لن تر ابنتك بعد الآن مالم تسلمه لي أو تعطه الهاتف لاكلمه
_أخبرني ماالذي تريده؟... من انت؟اجبني
_لا تصرخ والا آذيت منار
_لا أرجوك لا تؤذيها
_سأتصل بك في وقت لاحق لاسمع قرارك أن كنت ستسلم أخاك أو تكون هذه آخر مره تسمع فيها صوت منار
أغلق الخط وترك الرجل يتخبط في ضلمات اليأس
_تبا لك... كيف استطيع الاختيار بين ابنتي واخي؟... لا.... لااااااااااا
بدأ بضرب مقود السيارة بقوة وهو ينتحب وبعد فترة هدأ قليلاً ثم التقط هاتفه واتصل بزوجته
_ماالذي حدث يا راشد؟ هل سلمته الفدية؟ وهل منار بخير؟
_على مهلك يا عزيزتي... منار ليست معي
_ما بك؟ هل انت تبكي؟... ماالذي حدث لمنار أخبرني ولا تقتلني بصمتك
_أين أنت الآن؟
_في المنزل فقد اخذت إجازة لأنني لم أستطع الذهاب للعمل
_حسناً سأعود حالاً للمنزل
_ولكن طمني الآن هل اصاب منار مكروه؟
_لا تقلقي عليها فقد كلمتها وهي سعيدة جدا.... سأتكلم عند عودتي إلى المنزل
_انا بانتظارك
عاد إلى المنزل واخبرها بكل شيء ففكرت
_دعنا نطلب من شركة الاتصالات البحث عن صاحب الرقم فنعرف من يكون
_ما الفائدة من ذلك؟ حتى لو عرفنا هويته لا نستطيع أخبار الشرطة فمنار رهينة عنده
_ولكننا قد نجد الحل عند معرفة هويته
_لا أعلم... لا أعرف ماالذي علي فعله فقد وضعني أمام اختيار صعب... علي الاختيار بين اثنين من أعز الناس علي
_لا تعذب نفسك هكذا يا عزيزي وحاول السيطرة على اعصابك فلو سمع أخاك بهذا سيقوم بالتضحيه
_ليتني استطيع السيطرة على اعصابي... ليتني استطيع فعل شيء
_دعنا نبحث عن صاحب الرقم عله يفيدنا في شيء
انطلقت بهما السيارة ثم انتضرا نتيجة البحث لمدة ربع ساعة حتى قال الموضف
_ان اسم صاحب هذا الرقم هو نعيم... نعيم راشد
أصيب الاثنان بصدمة مما سمعا فسأل راشد
_هل أنت متأكد مما تقول؟
_كل التأكيد
_أيعقل... أيعقل أن يكون نعيم هو من قام باختطاف أخته؟
_ولكن ماذا يريد من عمه؟
أنت تقرأ
الحلم الميت عنوان اليأس
Randomتصنيف الرواية رومانسية بوليسية تشويق غموض إثارة القصة عبارة عن ثلاث فصول حيث يتحدث الفصل الأول عن فتاة جامعية تحب كتابة القصص وتحلم بتحقيق الشهره في هذا المجال و التميز في الدراسة فتواجه بعض المغامرات اما في الفصل الثاني فإن سير الأحداث سيتغير 180...